ننشر فيما يلي الجزء السياسي العام لوثيقة اللجنة المركزية لحزب دعم والتي جرى إقرارها يوم 1 كانون اول (ديسمبر) 2013.
في اجتماع اللجنة المركزية الأخيرة التي انعقدت في يوليو 2013 تم استعراض الوضع في الشرق الاوسط إثر التراجع الملحوظ في مكانة الولايات المتحدة في المنطقة. كما تم التطرق الى الربيع العربي وتحديدا لآثار الانقلاب العسكري في مصر وتراجع القوى الثورية في سوريا امام العناصر الجهادية والانقسامات الطائفية التي تلعب لصالح نظام الأسد الفاشي.
في الجانب التنظيمي استعرضنا الظروف التي قادت لتشكيل قائمة ائتلافية لخوض لانتخابات المحلية في تل ابيب باسم “مدينة بلا حدود” برئاسة الرفيقة اسماء اغبارية زحالقة والناشطة اميلي مواطي، وذلك وبعد ان تعثرت المفاوضات مع القوائم التي توجهت إلينا للبحث في امكانية الانضمام اليها.
وفي الفترة الماضية طرأت تطورات خطيرة في المنطقة منها ما يتعلق بالاتفاق الروسي الامريكي حول السلاح الكيماوي في سورية، والاتفاق بين الغرب وإيران حول المشروع النووي الايراني، وكذلك المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية. وتعكس هذه التطورات وضعا سياسيا جديدا في المنطقة، نابعا من الظروف التي أسهبناها في وثيقة اللجنة المركزية الاخيرة. اما بالنسبة للانتخابات المحلية فعلينا استخلاص العبر والدروس من التجربة التي وإن لم تنته باجتياز نسبة الحسم الا انها منحتنا دعم 1900 مصوّت، مما يعتبر تقدما ملموسا في مكانتنا في تل أبيب.
أمريكا وروسيا تشكلان إطارا دوليا جديدا
الأزمة في العلاقات بين الحكومة الإسرائيلية والإدارة الامريكية التي وصلت ذروتها في الموضوع الايراني، بدأت تتجلى مع تراجع الرئيس الأمريكي براك اوباما عن قراره ضرب النظام السوري ردا على استخدام الغاز الكيماوي ضد مواطنين عزل في الغوطة الشرقية في ضواحي دمشق في 21 أغسطس، والتي راح ضحيتها المئات من سكان المنطقة. وكان اوباما قد طلب تفويضا من الكونغرس الامريكي برغم ان الدستور الامريكي يمنحه الصلاحية المطلقة لاتخاذ مثل هذه الخطوات. وكان اوباما يهدف من وراء هذا التوجه الى قطع الطريق امام منتقديه من الحزب الجمهوري في حال أخفقت الضربة العسكرية ضد النظام السوري. الأمر الجديد كان ان الاغلبية في الكونغرس رفضت المبادرة للهجوم، الأمر الذي توافق مع استطلاعات الرأي العام التي ابدت معارضة شديدة للتدخل العسكري في سورية.
تطور سياسي داخلي مماثل وعلى نفس الخلفية سبق أن حدث في بريطانيا. فقد صوّت مجلس العموم البريطاني ضد مشروع القرار الحكومي بضرب النظام السوري على خلفية احداث الغوطة الشرقية في دمشق. هنا أيضا انضم عدد كبير من حزب المحافظين الحاكم الى موقف المعارضة الذي مثّله حزب العمل البريطاني، مما سبب هزيمة سياسية كبيرة جدا لرئيس الوزراء ديفيد كامرون. كان واضحا ان الرأي العام في دول الغرب سئم من الحروب ولا يريد أي تدخل في الشؤون الداخلية للأمم وتحديدا في الشرق الاوسط.
أدى هذا التطور الخطير في كل من بريطانيا وأمريكا الى تقدم ملحوظ في الدور الروسي الذي يطمح منذ ترؤس فلاديمير بوتين للبلاد إلى استعادة مكانة روسيا في العالم. وقد تقدم الروس بمبادرة قد انقذت اوباما من الورطة امام الكونغرس، حسبها يوافق النظام السوري على تسليم الاسلحة الكيماوية وتدميرها
اترك تعليقاً
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.