بعد مرور شهرين على الانتخابات للكنيست، أصبح الوقت مواتيا لتقديم تحليل موضوعي حول طبيعة الحملة الانتخابية ونتائجها. رغم ان هذه ليست المرة الاولى بل الخامسة التي يخوض فيها حزب دعم الانتخابات إلا انه نظرا للاهتمام البالغ التي حظي به الحزب في أوساط اليسار الاسرائيلي وبعض اوساط الجماهير العربية، يصبح هذا التقرير واجبا جماهيريا وليس فقط واجبا ديمقراطيا داخليا. لقد قمنا في كل الحالات السابقة بإصدار تحليلنا واستنتاجاتنا التي علمتنا كثيرا عن المناخ الجماهيري في الوسطين اليهودي والعربي على السواء، ومع ذلك تحمل التجربة الاخيرة اهمية خاصة.
لا بد من الاشارة اولا ان السنوات الاربع الاخيرة من ولاية نتانياهو تميزت بالجمود السياسي، واللامبالاة المفرطة في المجتمع العربي والاستياء من السياسة والسياسيين وتدهور الاوضاع الاقتصادية في الشارع اليهودي. من هنا لم يكن امامنا مجال واسع للنشاط السياسي وتجنيد كوادر حزبية جديدة قبل الانتخابات إلا باستثناءات قليلة جدا تركز معظمها في فرع تل ابيب خاصة خلال الحراك الاحتجاجي.
كان الاهتمام بالحزب أثناء الحملة الانتخابية أمرا استثنائيا ما كنا لنكتشفه لو قررنا عدم خوض المعركة الانتخابية لشح مواردنا المادية مثلا او لانعدام احتمال تجاوز نسبة الحسم. فإذا كانت التجارب الانتخابية السابقة قد علّمتنا شيئا عن الجماهير ووعيها السياسي والكثير عن قدراتنا الذاتية، فهذه المرة تجمعت لدينا دروس أغنى بكثير نظرا للدور الريادي الذي لعبه الحزب في الحملة الاخيرة. وفيما بقيت شعاراتنا وبرنامجنا في الحملات السابقة خارج دائرة الاهتمام العام، ففي المرة الأخيرة أصبحت رسالة الحزب موضوع جدل، اهتمام، تأييد او هجوم عدائي مما اضطرنا للرد على خصومنا من ناحية، وتلبية استفسارات الكثيرين الذين أرادوا فهم مواقف الحزب للقرار بشأن دعمه والتصويت له.
خلال الحملة الانتخابية نفسها والفترة القصيرة التي سبقتها انضم عدد كبير من الناشطين الجدد للحزب، حتى وصل عدد “رفاق دعم يدعمون بعضهم البعض” على شبكة التواصل الاجتماعي فيسبوك الى اكثر من مئة عضو. وقد انضم الينا طيف متنوع من الانصار من كل الاتجاهات السياسية والقطاعات الاجتماعية، حتى بتنا ننشر مواقفنا بثلاث لغات بشكل متوازٍ، العربية والعبرية والروسية. بعض هؤلاء قرروا بعد فترة وجيزة من اعلان نتائج الانتخابات بان الحزب لا يلائمهم، وبعضهم اراد ملاءمته لتصورهم هم بالنسبة لدور الحزب، دون الاكتراث كثيرا بتجربة الحزب وهويته، هناك من اعتبر نفسه “مستشارا” يعرف افضل الطريق السليم للنجاح. وكان من دعم الحزب من منطلق الايمان المطلق بانه سيجتاز نسبة الحسم، وإن لم ينجح بذلك فستكون التجربة فاشلة. الحقيقة ان الاغلبية الساحقة من الرفاق الذين انضموا للحزب في فترة الحراك الاحتجاجي والفترة التي سبقتها بقيت متمسكة بالحزب ومدركة للأسباب التي دفعتنا لخوض الحملة الانتخابية رغم النتيجة المخيّبة للآمال.
حقائق ومبادئ
لا بد قبل ان نقيّم اداء الحزب الانتخابي ان نذكّر أنفسنا قبل غيرنا بعدد من الحقائق التي تحكم نشاط الحزب وتحدد الحدود العامة لبرنامجه السياسي. ان الشعارات الانتخابية لا تعبر
اترك تعليقاً
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.