في صفوف سائقي الشاحنات والكثير من المشاريع النقابية، والشبابية والنسائية الناجحة لم تثمر عن نتائج سياسية بتاتا. الادعاء بأننا “غير معروفين” لدى الوسط العربي رافقنا حتى بداية حملة الانتخابات.
نظرا لهذا الوضع بحثنا بشكل جدي امكانية تشكيل تحالف انتخابي جديد على خلفية حركة الاحتجاج التي افرزت عناصر ونشيطين سياسيين افسحت المجال لبناء تشكيلة سياسية جديدة. إلا ان هذه المهمة لم تكن سهلة، فكان علينا ان نختار شركاءنا بشكل لا يسيء لاسمنا، مما منعنا من التحالف مع “عاليه ياروك” او “ايريتس حداشا”، واقتصر التفاوض على حزب “بعولا يروكا” (النشاط الاخضر) الذي يجمع بين تيار يساري وآخر يميني قوي. ورغم تواصلنا مع رئيس الحزب وتعبيرنا عن نيتنا الصادقة في التحالف على اساس برنامج مشترك، إلا ان هذا الحزب قرر الانتحار والانضمام الى حزب تسيبي ليبني. قيادة حركة الاحتجاج انضمت الى حزب العمل، ومن تبقى منهم لم يتحمس لتشكيل حزب جديد ولا لدعم حزب دعم.
وفي حين انشق الكثير من رموز حركة الاحتجاج ولم يتجرأ على بناء حركة سياسية يسارية جديدة، فقد لمسنا لدى ترشحنا للانتخابات وجود تعطش كبير لبناء حركة يسارية يهودية عربية جديدة وبرنامج حزب دعم الذي يمزج بين البرنامجين الاجتماعي والسياسي بعيدا عن القومية من ناحية والدين من ناحية اخرى قد لبى جزءا من هذا التطلع. فقد توجه الينا بطرق مختلفة عدد كبير من الفعاليات السياسية اليسارية ذات المكانة والتجربة في المجال السياسي في اسرائيل. وجاءت كل هذه العناصر من خلفيات مختلفة تماما، من حزب العمل، وميرتس، والجبهة، والتروتسكيين، نشيطين في نقابة قوة للعمال، وحتى نشيطين مستقلين في مجالات عمل اجتماعية عديدة وهي ظاهرة استثنائية لم نعرفها من قبل.
وقد اضيف الى هذا الزخم من التأييد النشاط في فيسبوك، وكانت هذه أول تجربة لنا ومن خلال مكتب علاقات عامة يختص بهذا المجال. واذا كان هذا العمل تطوعيا فالإعلان في فيسبوك كلفنا نفقات كبيرة مما اضطررنا الى تجنيد 300 الف شيكل لتمويل الحملة. واذا كان المتوقع ان نصل الى 40000 مشارك في موقعنا، قد تبين بان هذا التقدير لم يكن دقيقا. وكما اشرنا، كان الاهتمام الاساسي في الوسط الاسرائيلي، ولكن لم يكن لنا سند في المقابل في الوسط العربي. وبعد محاولات عدة اتفقنا مع مكتب اعلام يعمل في الوسط العربي ومن خلال شهر وصلنا الى 15000 مشارك وهو عدد محترم ويدل على مدى انتشار الحزب وامكانيات انتشاره مستقبلا.
وكانت الحملة ناجحة حسب كل المقاييس. فقد شارك معنا ابرز المصممين التشكيليين، اضافة الى فنان فيديو معروف، وخبير في النشر على فيسبوك الى جانب طاقم اعلامي ممتاز. وقد شهدنا عددا لا بأس به من المدوّنين المعروفين الذين نشروا مواقف مؤيدة للحزب الى جانب الكثير من الشخصيات الثقافية من اساتذة الجامعات، الممثلين المسرحيين، الادباء، الشعراء، الصحافيين، النشيطين الاجتماعيين، العمال اليهود والعرب الذي نشروا مواقفهم ليس فقط في موقعنا في فيسبوك بل في الجرائد الرئيسية ايضا. لا شك ان هذا الدعم كان استثنائيا وعبّر عن تغيير حقيقي في الوعي السياسي لدى شريحة واسعة من المثقفين اليهود ونخبة من المثقفين العرب.
وكان الفيسبوك نافذة سمحت للجمهور بمتابعة نشاط الحزب وتحديدا نشاط
اترك تعليقاً
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.