الاصوات هو وجود نشيطين سياسيين موزعين في المدن والقرى العربية واليهودية. ان المهمة الاساسية الواقعة امام الحزب هو ترجمة الشعبية المتزايدة الذي يحظى بها الى اعضاء فعّالين في حزب. اننا بحاجة لنشر الحزب على اوسع مستوى ممكن وتجنيد اعضاء من قبل الشباب والعمال الذين يرون في النشاط السياسي وسيلة لتغيير حياتهم من خلال التغيير الاجتماعي.
هل هذه المهمة قابلة للتنفيذ؟ للرد على هذا السؤال لا بد من التوقف عند عدد من الحقائق التي اتضحت خلال الحملة الانتخابية نفسها.
الحقيقة الاولى تتعلق بامكانية خوض الانتخابات القادمة ضمن ائتلاف او قائمة تجمع بين احزاب ونشيطين من تيارات مختلفة. من اللحظة الاولى عبّرنا ان استعدادنا الدخول في ائتلافات من اجل اجتياز نسبة الحسم ما دام هذا الائتلاف لا يتعارض مع مبادئنا الاساسية وما دام يتم احترام موقعنا والتعامل بشكل شفاف وديمقراطي. علينا ان نستغل كل فرصة متاحة امامنا سواء في مجال الانتخابات للحكم المحلي، ائتلافات حول مواضيع عينية مثل يوم المرأة او الاول من أيار، او في قضايا عمالية واجتماعية وحتى سياسية مثل التضامن مع الثورة السورية، وهذا بهدف بناء الثقة وتقوية العمل المشترك الذي من الممكن ان يؤدي الى تشكيل قائمة انتخابية مشتركة.
ثانيا، علينا ان نقدّر حيوية واهمية الاصرار على النهج السياسي الذي يمزج بين القضايا الاجتماعية والسياسية، وتحديدا اهمية بناء قائمة انتخابية يهودية عربية لمواجهة اليمين الفاشي ولتكون بديلا عن اليسار الصهيوني الذي يُخضِع مصالح الطبقة العاملة لمصالح الوحدة بين اليمين والمستوطنين وبين الطبقة الوسطى الاسرائيلية والذي يمثّله اليوم تحالف قائمة لابيد وقائمة بينيت.
ثالثا، علينا ان نستمر بالزخم الذي اكتسبناه في فترة الانتخابات، لتوسيع نشاط الحزب في شتى الفروع في الوسط اليهودي والعربي. ان عدد الاصوات لا يعكس الشعبية التي يتمتع بها الحزب في اوساط اليسار في اسرائيل وجمهور معين في الوسط العربي. ان العطش الى بديل جديد، الى كسر الجمود بين المواطنين اليهود والعرب، السعي الى بناء اطر نقابية جديدة، الاستياء من رموز الدولة ومن الرأسماليين الاسرائيليين الذين ينهبون موارد الدولة بمساعدة الحكومة، الاستياء من المستوطنين وجيش الاحتلال الذي يغرق بالدم ويعتقل المواطنين الفلسطينيين، كلها تمنح حزبنا ومواقفنا الواضحة من هذه القضايا حقلا واسعا جدا للنشاط السياسي.
رابعا، الاصرار على موقفنا الداعم للربيع العربي والبحث عن حلفاء في العالم العربي. ان الربيع العربي فتح المجال لاستنهاض اليسار العربي بعد عقود من الشلل والغياب الذي احتكر فيه الاسلام السياسي ساحة النشاط الجماهيري. اننا نقف وبحزم الى جانب الثورة السورية رغم كل تعقيداتها ونتابع من قريب تطوراتها. ان الربيع العربي يفتح المجال لكسر الجمود داخل الجماهير العربية في اسرائيل، وهو امتحان مهم ومصيري لمن يسعى للتغيير الجذري على كل المستويات، السياسي والثقافي والاجتماعي، ومن شأنه ان يبرز عناصر سياسية تعارض تواطؤ بعض الاحزاب العربية مع النظام السوري وضد الربيع العربي عموما.
خامسا، ان ما يعيق امكانية تطوير موقف الحزب وجذب جمهور واسع من اليسار الاسرائيلي هو فقدان طرف
اترك تعليقاً
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.