رئيسي بل ومشروع حياة، فقد وجب علينا بناء اطار سياسي بديل كجزء ولو متواضع من عملية اعادة بناء القيادة الفلسطينية بعد انخراط منظمة التحرير الفلسطينية في اطار اوسلو.
ان انشاء حزب دعم وما قمنا به من نشاط سياسي على نطاق الانتخابي او نقابي وشبابي ونسائي جاء كمحاولة لإعادة بناء الحركة العمالية وقيادة سياسية جديدة. اننا ومن موقعنا داخل اسرائيل كان علينا ان نطرح بديلا سياسيا بالتناغم مع صعود قوى شبابية سياسية جديدة بديلة عن فتح وحماس، ونسبة تقدم او تراجع حزب دعم متعلق بظهور مثل هذه القوى.
كنا وما زلنا متأكدين بان الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال سيكتشف عاجلا ام آجلا زيف هذه السلطة الفلسطينية وزيف الشعارات الدينية من قبل حماس. كلا البرنامجين قادا الشعب الفلسطيني الى الانقسام، العزلة، الحصار الفقر والبطالة كل هذا في ظل انعدام الافق السياسي للحل. وفي نفس الوقت كنا متأكدين بان الشعب اليهودي سيكشف ايضا زيف اتفاق اوسلو، وانه رغم كل المحاولات لكسر ارادة الشعب الفلسطيني فالصراع سيبقى مشتعلا ولا يمكن للشعب الاسرائيلي ان يضمن امنه وسلامة المجتمع طالما استمر الاحتلال القمعي والاستيطان.
بمرور الوقت تغيرت المعادلة السياسية باتجاهين، اولا بالنسبة للمجتمع الاسرائيلي نفسه، فبعد 20 سنة من تجربة الاقتصاد الحر والخصخصة التي تلت اتفاق اوسلو وانفتاح اسرائيل على العالم الرأسمالي وتدفق الاستثمارات الاجنبية وتحولها الى شريكة اساسية في الاقتصاد المحلي، اكتشف الشعب الاسرائيلي عيوب الاقتصاد الجديد الذي منح مقاليد الاقتصاد لقلة قليلة من المستثمرين، في حين تراجع الوضع الاقتصادي لدى شرائح واسعة من المجتمع. فقد اصبحت الفجوة الاجتماعية في اسرائيل من الاكبر بين الدول الصناعية، مما احدث شرخا اجتماعيا واسعا جدا وتذمرا كبيرا من اداء الحكومة والأحزاب الحاكمة التي تخدم مصالح رأس المال على حساب العمال الذين تراجعوا الى ما دون خط الفقر.
والى جانب هذا التطور بدأ التحول الثوري في العالم العربي الذي اسقط الانظمة الاستبدادية ووضع ولأول مرة في التاريخ الخيار الثالث البديل للاستبداد من ناحية والإسلام السياسي من ناحية اخرى كبرنامج ثوري، مدني ديمقراطي معاصر يضع العدالة الاجتماعية ومصلحة الطبقة العاملة في صلب العملية الثورية. ان الحركة العمالية في كل من مصر وتونس اصبحت من اركان الثورة ومحركا اساسيا لها، ليس فقط ضد النظام البائد بل ضد حكم الاخوان المسلمين ايضا. فبعد 15 سنة من تأسيسه وبعد سنوات طويلة من العزلة، شهد حزب دعم كيف تتحول رؤيته الثورية الى واقع جديد يهز الشرق الاوسط برمته وتغير كل المعادلات السياسية في المنطقة.
ان الوعي الاجتماعي الجديد في اسرائيل الذي تشكل من خلال السنوات الاخيرة وادى الى نمو بوادر نقابية ومؤسسات المجتمع المدني المهتمة بالقضايا الاجتماعية، وتحديدا وضع العمال وعمال المقاولة، وتأثير الربيع العربي على الساحة الاسرائيلية متزامنا مع الازمة العميقة والتحرك الجماهيري العارم في كثير من دول العالم، بما فيها امريكا، بسبب انهيار البورصات في العالم منذ عام 2008، هذا الوعي الجديد ادى الى بداية اعادة التفكير في الحاجة لبناء بديل سياسي جديد في اسرائيل بعيد ان الاحزاب العربية
اترك تعليقاً
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.