حزب دعم ولكننا نختلف مع الاحزاب العربية والصهيونية حول السبل والإطار السياسي الصحيح لحل القضية الفلسطينية. فنحن نرى ان اتفاق اوسلو وانشاء السلطة الفلسطينية كان اطارا سياسيا خاطئا بل وادى الى انقسام فلسطيني داخلي وسمح لإسرائيل بتوسيع الاستيطان الى درجة تقضي فعليا على امكانية اقامة دولة فلسطينية ذات سيادة.
ان اتفاق اوسلو لم يكن اتفاقا سياسيا بحت بل اتفاقا الذي يتماشى مع النهج الرأسمالي الجديد الذي ادى الى التطبيع بين اسرائيل والدول العربية ومع السلطة الفلسطينية. منذ زمن طويل رأينا انه لا حل للقضية الفلسطينية في ظل النظام الرأسمالي السائد وضمن موازين القوى الحالية التي تمنح لأمريكا الهيمنة المطلقة على العالم. وقد رأينا في امكانية حصول ربيع عربي مفتاحا لتغيير موازين القوى لأنه سيمنح للجماهير العربية والطبقة العاملة القول الفصل بكل ما يتعلق بالعلاقة مع امريكا واسرائيل.
ومن هنا فاننا نرى امكانية فعلية لارتقاء القضية الفلسطينية الى مستوى الربيع العربي، وإعادة طرح برنامج سياسي جديد بعيد عن طرح فتح الرأسمالي وطرح حماس الديني المتطرف. ان انهاء الاحتلال والاستيطان مربوط بالكفاح من اجل الحرية، الديمقراطية والعدالة الاجتماعية. هذا البرنامج من الممكن ان يلقى آذانا صاغية في العالم وداخل اسرائيل ايضا.
حملة ناجحة نتيجة مخيّبة للآمال
اذا اردنا ان نقيم بشكل موضوعي اداءنا في الحملة الانتخابية لا بد ان نستعرض عددا من الحقائق التي في نهاية المطاف حددت النتيجة. نقول من البداية بان خيبة الامل نابعة من الفجوة بين النتيجة وبين الشعور العام بالدعم السياسي الكبير للحزب ووصول رسالتنا الانتخابية الى حلقة واسعة من الجمهور وانتشار اسم الحزب ومظاهر الدعم لنا على الفيسبوك، الاعلام والاجتماعات الجماهيرية. فلأول مرة قمنا بنشاط جدي ووفرنا الموارد المتاحة لنا لاجتياز نسبة الحسم، ومع هذا لم تأت النتيجة مختلفة عما كانت عليه في السنوات السابقة التي لم نحظ فيها بهذا الدعم.
البداية كانت صعبة لأن حزب دعم كاطار سياسي غاب عن النشاط الفعلي لفترة طويلة باستثناء المشاركة في الحراك الاحتجاجي تحديدا في تل ابيب. وبالفعل كانت تل ابيب مركزا للنشاط السياسي تم فيه التعرف على الكثير من الفعاليات السياسية اليسارية وتم انضمام مجموعة من النشيطين في الحراك الاحتجاجي الى فرع تل ابيب. ولكن المشكلة الاساسية التي نعاني منها والتي لم نتمكن من التغلب عليها هي انعدام الوجود السياسي للحزب في الوسط العربي. سنوات من النشاط ضد التيار السائد الذي انحاز الى التطرف و”الممانعة” مثل المشاركة في الاسطول الى غزة، ودعم مقاومة حماس وسلطة ابو مازن، فرضت علينا عزلة شبه مطلقة. وكان علينا ان نضحي بشعبيتنا مقابل الحفاظ على موقفنا المبدئي والمسؤول تجاه الجماهير وتحديدا الطبقة العاملة والفقراء في الوسط العربي.
ان كل النشاط الاجتماعي الضخم الذي قمنا به منذ اكثر من 15 سنة، دفاعا عن قضايا الارض والمسكن مثل قرية رمية في الجليل او عائلة صواف وكرم الدلق في يافا، مكافحة مشروع ويسكونسين ودعم العاطلين عن العمل، وإحداث اماكن عمل لعاملات الزراعة وعمال البناء، بناء اطر شبابية ونشاط شبابي في المدارس، العمل النقابي
اترك تعليقاً
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.