دعم الربيع آت
اعلن رئيس الحكومة الاسرائيلي نتانيهو عن حل البرلمان الحالي وإجراء انتخابات للكنيست الجديدة في 22 يناير 2013. وقد اكتملت الحكومة الحالية اربع سنين من ولايتها وهذه اطول فترة منذ سنين. وقد شكل حزب الليكود حكومة يمينية متطرفة بمشاركة حزب العمل الذي دفع ثمن انشقاقه اللاحق واستطعت ان تسن جملة كبيرة من القوانين عنصرية تستهدف المواطنين العرب دون ان تكترث كثيرا في المشاكل الاقتصادية التي تعاني منها المواطنين.
ومع ذلك ورغم الاستقرار السياسي التي تمتعت فيه الحكومة رغم ما حدث من التطورات على الساحة ألعالمية وفي العالم العربي بل وعلى الساحة الاسرائيلية نفسها تبرز الهوى الكبيرة بين السياسة الحكومية من ناحية وبين الواقع الغير المستقر والمتغير باستمرار. ففي الوقت الذي تبدأ الحملة الانتخابية في اسرائيل فأمريكا موجودة في المراحل الاخيرة للحملة الانتخابية اما في مصر يحتدم الصراع بين التيار اللبرالي واليساري وبين التيار الديني الحاكم قبل اجراء الاستفتاء على الدستور وإجراء انتخابات برلمانية جديدة مطلع السنة القادمة. هذا يعني ان الفترة القادمة ستكن مصيرية دون شك في كل من إسرائيل ومصر والولايات المتحدة.
وتجري الحملة الانتخابية في امريكة في كل عنفوانها بين الرئيس اوباما ومنافسيه رومني، فبعد اربع سنين من حكمه فقد اوباما كثير من رصيده حتى تمكن منافسه ان يعادله في الاستطلاعات للرأي. الغريب في الامر ان ما يقترحه مرشح الحزب الجمهوري ليس بعيد عن برنامج الرئيس السابق جورج بوش والذي جلب الويلات على امريكا نتيجة للحروب الفاشلة في كل من العراق وأفغانستان والانهيار الاقتصادي الذي دفع العالم كله الى ازمة لا يتمكن من الخروج حتى الان. فما اتضح بعد اربع سنين من حكومة اوباما هو ان سياسته الاساسية لا تختلف عن سياسة الجمهوريين فالاثنين يتفقا على مراعاة القطاع المصرفي في وول ستريت على حساب القطاع الانتاجي الذي لا يستطيع حتى الان ان يحل مشكلة البطالة والتردي في مستوى معيشة الشعب الامريكي.
هنا لا بد من التطرق الى ما يحدث من ازمة سياسية كبيرة جدا تهدد كيان الاتحاد الاوروبي بعد ان وصلت عدد من الدول الاعضاء في الاتحاد الى حد الافلاس السيادي في كل من اليونان واسبانية وأدت الى اجبار رئيس حكومة ايطالية الى التنحي لصالح رئيس حكومة دون انتماء حزبي. ما يجري في اوروبا يكشف خطورة الازمة والمشاكل السياسية الناجمة عن هذه الكارثة التي بدأت في سنة 2008 مع انهيار اسهم الرهان العقاري الثانوي في امريكا بسبب الهبوط الحد في سعر العقارات في العالم واستمر في انهيار اللبنوك وكشف حجم الديون الحقيقة للدول المختلفة وعلى رأسها اليونان. وما يعده اوباما ليس “ألتغيير” مثل ما كان في حملة الانتخابات السابقة بل “الاستمرار” في نفس السياسة التي انقذت البنوك ولكن خلقت دين كبير جدا وعجز اكبر في الميزانية. والان امريكا وألمانية تتصارعا حول السبل لحل المشكلة بين مؤيد للتوسيع النفقات الحكومية لإنعاش الاقتصاد وبين من يخشى التضخم المالي ويدعو الى الخروج من الازمة من خلال سياسة تقشفية.
اما مصر وبعد سنتين من ثورة 25 يناير قد اخترت رئيس جديد لها بعد ان تم الغاء البرلمان ويحتد فيها النقاش حول
اترك تعليقاً
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.