الشاي هي حركة قومية تضمّ في صفوفها الجهات المحافظة في الولايات المتّحدة وتشمل في الأساس مواطنين من البيض يرغبون في إلغاء البنك الفدرالي والدور الاقتصادي المركزي للحكومة والكفّ عن دفع الضرائب والسماح بحمل السلاح دون قيود. تتميّز هذه الحركة بالعنصرية ضدّ السود، وتلوّحبأصل أوباما الأفريقي. عدد كبير من أعضاء الحركة هم عاطلون عن العمل تجاوزت أعمارهم الخمسين سنة، يقوم بتحريضهم ساسة من هوامش الحزب الجمهوري- من سارة پيلين، التي كانت مرشّحة لمنصب نائبة الرئيس في الولايات المتّحدة، وحتّى سكوت ووكر، حاكم ولاية ويسكونسين- الذين يعزفون على وتر مشاعر اليأس والإحباط النابعة في معظمها من عدم الاستقرار الاقتصادي. انتهجت حركة حفلة الشاي سياسة رجعية وغيّرت الخارطة السياسية. وفي الوقت الذي بحث فيه أوباما عن تسوية مع الجمهوريّين، قام أعضاء حركة حفلة الشاي بتوجيه الحزب الجمهوري إلى حرب ضدّ قانون الصحّة العامّ.
ظهورأوكيوپاي وول ستريت
في حين أنّ شعار حركة حفلة الشاي هو عَلَم الجنوب القديم الذي كان قبل الحرب الأهلية الأمريكية، الذي يعبّر عن التقوقع وكراهية السود وتأييد العبوديّة، فإنّ شعار حركة أوكيوپاي وول ستريت هو العَلَم المصري الذي يعبّر عن التغيير الاجتماعي.
ظهرت في سنوات التسعين من القرن الماضي الحركة المناهضة للعولمة التي واجهت الرأسمالية بسبب الكوارث التي تسبّبها في العالم الثالث. لكنّ عدم وجود أفق سياسي أدّى إلى انهيار هذه الحركة. وفي الوقت الراهن أصبحت الثورة المصرية، التي كانت سياسية محضة، مصدر إلهام لحركات الاحتجاج ضدّ الرأسمالية.
بتأثير مباشر من الربيع العربي، بدأت في شهر حزيران 2011 حملة في الإنترنت لناشطين بالدعوة: “أمريكا بحاجة إلى تحرير”. في 17 أيلول 2011احتلّ مئات الناشطين متنزّه زوكوتي الخاصّ، الذي كان في الماضي متنزّه ليبرتي وبيع لمستثمر خاصّ سُمّي باسمه. اختار هؤلاء الناشطون عدم مواجهة أوباما الذي خيّب أملهم ولم يلقوا باللائمة على السياسة. أوباما ونائب الرئيس، جو بايدن، ادّعيا بأنّ أعضاء حركة أوكيوپاي وول ستريت لا يختلفون في تصرّفاتهم عن أعضاء حركة حفلة الشاي اليمينية. كما حدث في حركات الاحتجاج في الماضي، اعتبرت النُّخَب الحاكمة الطابع المتطرّف لهؤلاء الناشطين إزعاجًا يُحدث ضوضاء في محيطهم الذي ينعم بالامتيازات. حاول هؤلاء تحطيم حركةأوكيوپاي وول ستريت عن طريق سلسلة من الحملات الشرطية من نيويورك وحتّى كاليفورنيا، التيأدّت في نهاية الأمرإلى تعاظم قوّة الحركة. في الأوّل من تشرين الأوّل، في أعقاب إغلاق جسر بروكلين واعتقال 700 ناشط، فرضت حركة أوكيوپاي وول ستريت نفسها في الأجندة العامّة الأمريكية، وفي نفس اليوم نُصبت في أنحاء الولايات المتّحدة مئات من خيام الاعتصاملحركة الاحتجاج. حظيت أوكيوپاي وول ستريت بزيارة نانسي فلوسي وآل چور ومندوبو الاتّحادات الكبرى- رموز الحزب الديمقراطي.
شعار الحركة- “نحن الـــ%99″، احتلّ الرأي العامّ الأمريكي.يكمن أكبر إنجاز للحركة في استحداث المصطلح: پولوتوقراطية- أي- حكم الأثرياء، ووضع الـــ%99أمام الواحد بالمئة الخاصّ بالرأسماليين الكبار، (رغم ذلك، يجدر التنويه أنّ هذا المصطلح كان شائعًا في المراجع السياسية في مطلع سنوات الألفين، خاصّةً
اترك تعليقاً
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.