حركة الاحتجاج العالمية في عهد الأزمة الاقتصادية

في كتابات جوزيف شتايچليتس). بيّن استطلاع للرأي أجرته صحيفة النيويورك تايمز وقناة سي بي إس أنّ ثلثَي المشاركين فيه عبّروا عن تأييدهم للحركة ولمبادئها، وقد حظيت الحركة بتأييد واسع من جانب قادة الرأي العامّ أمثال پولكروچمان. كما وحظي شعار الحركة على تأييد آخر من اللجنة الاقتصادية في الكونغرس، التي أقرّت في تشرين الأوّل عام 2011 أنّ الدخل النسبي للواحد بالمئة، بعد الضرائب، تضاعف ثلاث مرّات منذ القرن التاسع عشر، ومن جهة أخرى قلّ الدخل النسبي لسائر السكّان.

وليام چرايدر، كاتب ومعلّق سياسي كبير في المجلّة الأمريكية “ذا نيشين”، يدّعي أنّ الحركة ستنجح في البقاء بفضل تركيز اهتمامها على البنوك التي تؤدّي إلى الدمار الاقتصادي الذي تشهده الولايات المتّحدة والعالم أجمع. تشكّل هذه الحركة تهديدًا لأوباما، يكتب چرايدر، وعليه تبنّيها. في سياق هذه الأقوال، يتجاهل چرايدرأنّ ولادة الحركة كانت حول أوباما، لكن بسبب تنكّره لها، لم تسامحه على ذلك. يُجمل چرايدر أقواله ويقول إنّ تأثير أوكيوپاي وول ستريت على الوعي الجماهيري هو أكبر إنجازاتها. هنريكهيرتسبيرچ، المعلّق الكبير في النيويوركر، يتّفق مع هذا التقدير، لكنّه يقارن أوكيوپاي وول ستريت مع الحركة المضادّة لها- حفلة الشاي، ويتحفّظ من قدرة الحركة على المضيّ في تحقيق مطالبها: “صحيح أنّحركة احتلال وول ستريت غيّرت فعليًّا الخطاب العامّ، لكنّ الكلام، مهما كانت الحاجة له ماسّة وملحّة، إلاّ أنّه يبقى أمرًا سهلاً. في نهاية الأمر وحتميّته، يجب أن يتمّالتغيير الحقيقي عن طريق العمل السياسي[…]. كان أعضاء حركة حفلة الشاي على علم بذلك، هل أفراد احتلال وول ستريت يعلمون ذلك هم أيضًا؟”

يدور في هذه الأيّام جدلحادّ داخل الحركة حول تأييد أوباما. يرغب قسم من المتظاهرين في تأييد أوباما قبيل الانتخابات والقسم الآخر يرغب في تركيز حركة الاحتجاج العالمية على النضال ضدّ البنوك الدولية، مثل الدويتشيه بنك. من هنا يمكن الاستنتاج أنّه لم يحن الوقت لإقامة حزب سياسي جديد. تُكرّر الحركة المضيّ في المسار الفعّال والغامض سياسيًّا الذي سارت عليه سابقتها- الحركة ضدّ العولمة.

القسم الثاني – تحرير روتشيلد من الاحتلال

نقطة انطلاق الحركة الاجتماعية في إسرائيل تشبه تلك التي للحركات الاحتجاجية في جميع أنحاء العالم، كما يبيّن بحث جديد للتأمين الوطني. الحقيقة التي كشفتها حركة أوكيوپاي وول ستريتوحازت على مصادقة في بحث أجرته اللجنة الاقتصادية في الكونغرس، تحصل أيضًا على مصادقة في إسرائيل- البالغون، الذين تتراوح أعمارهم بين 30 وَ 55 عامًا، هم جزء أكبر من الأعشار السفلى وجزء أقلّ من الأعشار العليا. الطبقة الشابّة والعاملة، التي في طريقها إلى الفقر، هي التي حرّكت موجة الاحتجاج الاجتماعي في العالم بهدف استعادة مكانتها المسلوبة في الحلبة الاقتصادية- الاجتماعية.

كحال سائر الحركات في العالم، حازت حركة الاحتجاج في إسرائيل على اهتمام الجمهور متأثّرةً بالقوى الفاعلة والمحبّة للاستطلاع والمهتمّة والجريئة. عزّزت الحركة الجديدة الإيمان بإمكانية التغيير في أعقاب التأثير الكبير على الرأي العامّ.

يدّعي ستيفان هيسل بأنّ الحركة التي ظهرت في روتشيلد لا تشكّل ثورة أيديولوجية. هذا الجيل، على حدّ قوله، لا يطالب

עמודים: 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10

عن اساف اديب