دمج المجتمع العربي في النضال وإعادة حركة الاحتجاج إلى الشارع. كانت نقطة انطلاق هاتين المهمّتين من علمنا بأنّه لا يمكن التعامل مع قضية العدالة الاجتماعية بدون مشاركة العرب في إسرائيل، وبدون حلّ لقضية الاحتلال وبدون علاقة مبدئية مع الشرق الأوسط برمّته وبالثورات التي تحدث فيه. مع ذلك، لا يمكن تحقيق ذلك بدون وجود فعلي لحركة احتجاجية.
وضع الشتاء الإسرائيلي اختبارًا أمام الإصرار والخبرة السياسية القليلة للناشطين في كلّ ما يتعلّق بمواجهة تلاشي الاحتجاج وتمسّك الجماهير بالستاتوسكڤو الذي ناضلت الحركة ضدّه. أسّست القوّة الدينامية للحركة الاحتجاجية من أنقاض خيمة روتشيلد بيتَ الشعب، سكوات، بإذن من أصحابه، الذي يشكّل حقل عمل مركزيًّا تتجمّع فيه كلّ النشاطات الاحتجاجية في روتشيلد. يشكّل بيت الشعب مكانًا للقاءات مفتوحة لنشاطات يشارك فيها يهود وعرب ومنظّمات مختلفة ومبادرات لاحصر لها. كما ويشكّل بيت الشعب مأوًى لحفظ الطاقة الكامنة في المحتجّينوانتفاضتهم الاجتماعية وخرجت منه مظاهرات مختلفة حتّى 23 من حزيران 2012، في الوقت الذي عادت فيه دفني ليف ونصبت خيمة اعتصام في روتشيلد، وبذلك أحيت الاحتجاج من جديد.
شكّل بيت الشعب بالنسبة لنا مكانًا مثاليًّا، لكونه مفتوحًا للتعاون بين اليهود والعرب ولم يتحفّظ من قضايا سياسية تتعلّق بالاحتلال. نظّمنابالتعاون مع بيت الشعب المظاهرة التي جرت في 29 تشرين الأوّل لعاملات الزراعة، وأقمنا ائتلاف يوم المرأة العالمي، وشاركنا مشاركة مركزية في ائتلاف الأوّل من أيّار. قبيل نهاية الشتاء جرت في بيت الشعب لقاءات لتوضيح رسائل النضال وعلى رأسها السؤال- كيف يمكن إعادة الجماهير إلى الشوارع؟ شارك في هذه اللقاءات مئات الأفراد الذين عبّروا عن مواقف متباينة. كحزب سياسي ذي خبرة، يفعّل منظّمة تعمل فروعها في ضواحي البلاد وفي القرى العربية، ساهمنا في تحفيز عودة الاحتجاج إلى الشارع. تحدّثنا في المؤتمرات والاجتماعات الشعبية ودُعينا لمنتديات مختلفة تناولت دفع النضال قُدُمًا تخلّلتها جدالات وعرض مواقف.
كان موقفنا في هذه الجدالات أنّه ينبغي اعتبار روتشيلد مركزًا للنضال وليس ضواحي البلاد التي تفتقر للقوّة السياسية والاقتصادية. ادّعينا أنّ التأثير يجب أن يتواصل ويأتي من الطبقة الوسطى. يمكن أن تتحوّل الطبقة الوسطى إلى ثورية، بحسب أقوال ماركس، إذا تدهورت نحو الفقر وكانت مهدّدة بالتحوّل إلى بروليتاريا، وعندها ستدافع عن مصالحها المستقبلية ولن تكتفي بالدفاع عن مصالحها الآنية الضيّقة.
كما ورأينا حاجة في إعادة المظاهرات إلى الشوارع، كما جرت في الصيف الماضي، لأنّه يكمن فيها تهديد حقيقي على الحكومة. لهذا السبب، جاء إصرارنا على طرح رسالة واضحة وواحدة تكون ثمرة تسوية بين جميع أطراف النضال. لم نصرّ هذه المرّة على الدعوة الواضحة لإسقاط الحكومة، لأنّ الحركة غابت عن الشوارع وتمحورت الجهود حول إعادتها إلى الشوارع، إيمانًا منّا بأنّ مجرّد وجودنا في الشوارع يشكّل تهديدًا على ائتلاف الـــ 94 عضو كنيست. بسبب عدم وجود معارضة في الكنيست، تحوّل الشارع إلى معارضة. بذلك ازدادت احتمالات التطرّف، لأنّ الجماهير لا يحصل من الحكومة على مطالبه؛ تلك الحكومة التي أحاطت نفسها بأحزاب أخرى، وبهذه الطريقة كوّنت كتلة متجانسة لا تسمح
اترك تعليقاً
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.