حركة الاحتجاج العالمية في عهد الأزمة الاقتصادية

بحدوث أيّ تغيير داخلي في الكنيست. دار الجدل حول هذه القضايا مع جهات كثيرة ليست عضوًا في أحزاب سياسية، جهات لا تتّخذ موقفًا علنيًّا واضحًا في المسألة- يمين أم يسار، لكنّها محسوبة مع الذين يؤمنون بإسرائيل كدولة قومية، أو بتصوّر حركة الاحتجاج الإسبانية التي تصرّ على رفض العمل السياسي.

على ضوء هذه الجدالات، قرّرنا محاولة توحيد الأجزاء المختلفة في حركة الاحتجاج. دعونا علنًا بالتعاون مع بيت الشعب إلى لقاءات عمل أثمرت عن ائتلاف الثاني من حزيران. من خلال جدالات شخصية وسياسية ومبدئية، قدنا الائتلاف بطرق شاقّة إلى يوم المظاهرة، محافظين على سلامة أجزاء الحركة ومصرّين على عدم مقاطعة أيّ من المشاركين. لكنّ المطالبة بفرض رقابة على الخطابات التي مصدرها من حركة “درور يسرائيل”، خلقت صراعًا. لتعليلات غير موضوعية، رفض المنظّمون دعوة مندوبتنا إلى المنصّة، ولذلك تفكّك الائتلاف الذي كان الشرارة الأولى المخطّطة للصيف. على أثر ذلك، قرّرنا البحث عن شركاء جدد للنضال، لكنّ فيلم ڤيديو مدّته خمس دقائق، الذي تمّ تصويره في نهاية المظاهرة والذي تضمّن خطاب أسماء إغبارية- زحالقة التلقائي والغاضب، والذي عبّر بدقّة عن رسائل حزب دعم تجاه حركة الاحتجاج والإمكانيات المتاحة لها في إسرائيل، نُشر في الإنترنت وحظي بــــ 17,000 مشاهدة أثمرت عن علاقات جديدة ودعم من الجماهير العريضة للأفكار التي يعبّر عنها. في هذه الأثناء دُعينا للتعاون مع دفني ليف التي قرّرت العودة إلى حلبة النضال.

بعد مرور ثلاثة أسابيع، عندما نصبت ليف خيمة اعتصام في روتشيلد، عاد الاحتجاج إلى الشارع. رافقها حوالي مئة ناشط، فيما كان من المفروض أن يكون محاولة يائسة لتكرار تجربة صيف 2011التي لا تنسى. المواجهات العنيفة بين الشرطة والناشطين والاعتقال التعسّفي لدافني ليف، نُشرت في وسائل الإعلام وبذلك عاد الاحتجاج واحتلّ مكانه في الأجندة العامّة. في اليوم التالي ظهرت مبادرة في الفيسبوك من تنظيم أعضاء j14 التي حضر في أعقابهاالآلاف إلى روتشيلد وساروا معًا إلى شارع إيڤنچڤيرول. عبّرت قوّة الجماهير الغاضبة عن رفض سياسة الحكومة- من غلاء المعيشة والعنصرية تجاه الأجانب والعرب وحتّى الاحتلال. حازت نهاية الأسبوع العاصفة في تل أبيب على تأييد من الرأي العامّ للاحتجاج، خاصّةً بسبب العنف الذي مارسته الشرطة ضدّ المحتجّين.

إجمال: أين العمل السياسي/ العمّال / العرب / الاحتلال؟

الادّعاءات التي تقول “الأمر ليس سياسيًّا، وإنّما اجتماعيّ” أو “ما الفائدة من إسقاط الحكومة إذا لم يُحدث البديل الذي سيحلّ مكانها أيّ تغيير؟”، تشير إلى الوهن الكبير الذي تعاني منه حركة الاحتجاج في إسرائيل وحركات الاحتجاج في أنحاء العالم. عندما سُئل ميچيل كتانيا، طالب دكتوراه في الفيزياء وناشط مركزي في حركة M15الإسبانية، ما الذي يميّز حركته؟ أجاب أنّها تخلو من الهرمية والقيادة الواضحة وأنّها عملت بطريقة الديمقراطية الفعّالة. إلاّ أنّ غياب القيادة يدلّ أيضًا علىعدم القدرة على تحديد مسار العمل. بالنسبة للعمل السياسي، أضاف ميچيل، أنّه في اليوم الأوّل في ميدان سول اعتقدت حركة الاحتجاج أنّها كبيرة إلى حدّ تستطيع فيه إسقاط الحكومة. لم يتطرّق ميچيل في أقواله إلى الحقيقة أنّ الحكومة الإسبانية قد سقطت بالفعل، وحلّت مكانها

עמודים: 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10

عن اساف اديب