الطريق الثالثة، وإنّما شرعنا عمليًّا بتأسيس هذه الطريق. أسّس حزب دعم نقابة العمّال “معًا”، بهدف تنظيم طبقة العمّال. هذه الطبقة المهمّشة والمستغلّة والتي لم تحز على اهتمام الأحزاب العربية “القومية” والجمهور الإسرائيلي، حتّى قبل زمن قصير. عملنا في صفوف العمّال العرب واليهود الذين لم تلتفت إليهم الأحزاب القائمة. لا تقتصر هذه الظاهرة على إسرائيل. في جميع الدول العربية دون استثناء، بما فيها الضفّة الغربية وقطاع غزّة، سواء كانت دولة مؤيّدة لأمريكا أو دولة من جبهة الرفض، نجد نفس الظاهرة التي يقف فيها الــ %99 مقابل الــ %1.
المؤتمر العامّ الذي نظّمته نقابة “معًا” وحضره عمّال فلسطينيون من كسّارة سلعيتومندوبو كلّيات الفنون: مصرارة والمسرح البصري ومنشار، وعمّال مصنع العصائر جانا وسائقو الشاحنات وعاملات زراعة عربيات، يبشّر بولادة طريق ثالثة في المجال السياسي، تتعدّى الحدود والقوميات.
العرب
تشكّل قضية حركة الاحتجاج وعلاقتها بالعرب في إسرائيل منارة تنير طريقنا. كحزب يهودي- عربي، يعمل في الحلبتين، ندعو الشباب العرب إلى المبادرة ونبذ “السياسة القديمة”؛ سياسة الحمائل والطوائف المختلفة والفساد المستشري في المجالس المحلّية والوظائف التي تُشغَل بحسب معايير حزبية وحمائلية. إنّنا نعمل بين صفوف أبناء الشبيبة بهدف إيقاظهم من اللامبالاة ونقول بملء فينا: يتوجّب على الجيل الجديد قيادة الشارع العربي والانضمام إلى الحراك الاحتجاجي، بدلاً من الوقوف على الحياد. العدالة الاجتماعية والتخلّص من الفساد والاستغلال والتشغيل عن طريق المقاولين والمسّ بالتعليم والخدمات الصحّية والفقر والتخلّف، جميعها قضايا ملحّة تشغل الحركة الاحتجاجية ولها عنوان واحد- ليس المجتمع الإسرائيلي، وإنّما الحكومة الإسرائيلية. لذلك علينا أن نتكاتف ونعمل معًا من أجل إسقاط حكم اليمين وإحداث تغيير في المجتمع الإسرائيلي، بحيث يلائم الجميع دون امتيازات للقومية أو الوسط السكّاني أو الطبقة الاجتماعية.
الاحتلال
بحسب أقوال ستيفان هيسل، يشعر الجيل الجديد في أنحاء العالم أنّه حان وقت التغيير. في إسرائيل، في رأيه، يجب أيضًا الأخذ بالحسبان الاستعمار في المناطق الفلسطينية. مطالب المحتجّين في إسرائيل صادقة، لكن يجب أن يرافقها أيضًا تقدّم في الموقف تجاه الاحتلال، وإذا لم يحدث ذلك، فإنّ حركة الاحتجاج في إسرائيل ستضلّ طريقها. بحسب رأيه، يجب تحقيق العدالة الاجتماعية بالتعاون مع الفلسطينيين، لأنّهم هم أيضًا يرغبون في تحقيق السلام والأمن.
وردت أقوال هيسل المذكورة أعلاه في رسالة ڤيديو أرسلها إلى اجتماع شعبي لناشطي الاحتجاج في إسرائيل، وتشكّل إجمالاً للموقف المحدود الذي تتّخذه حركة الاحتجاج في إسرائيل والذي تشاركها فيه الطبقة الوسطى. عمليًّا نتحدّث هنا عن خيار مبدئي- الاكتفاء بالاحتجاج أو إحداث ثورة.
إنّ التغيير الاجتماعي الثوري يتطلّب تغييرًا أيديولوجيًّا، ليس فقط في مجالات النهج الاقتصادي الذي تجتمع الآراء على سلبياته وفشله، وإنّما في مجال حقوق المواطن والمساواة بين أبناء البشر أيضًا (بحيث تبرز في إسرائيل بوضوح قضية الاحتلال المستمرّ والحصار ومعاناة الشعب الفلسطيني في الضفّة الغربية وفي قطاع غزّة). إذا كان الردّ على الخصخصة- الحكومة- البلدية هو
اترك تعليقاً
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.