حزب دعم صغير في عدد مؤيديه، وحجمه، لكنه كبير وكبير جدا في طموحاته، انه عظيم التأثير في المستقبل لما يطرحه من مباديء وحلول انسانية.
إنه حزب يشغل نفسه بقضايا محلية مهمة، لكنه ينظر كصقر إلى القضايا العالمية الكبرى ويتخذ موقفا منها. ولا يغفل عما يجري من تخريب وتدمير للبلاد العربية من قبل أنظمة دكتاتورية وحركات إسلامية متطرفة وقوى إمبريالية ورأسمالية متوحشة. حزب يضع إصبعه على الجرح. يشخص الأزمة ويقترح الحلول المحلية والعالمية.
حزب يمكنه أن يستقطب العمال والشباب والمدافعين عن مبدأ مساواة المرأة بالرجل، إضافة إلى مجموعات حماية البيئة ومناهضة الكوارث الناجمة عن الاحتباس الحراري، وهو حزب يدعم بقوة الثورة التكنولوجية. ويبتعد عن الغوغائية السياسية والأيدولوجيات السائدة في المجتمعين الإسرائيلي والفلسطيني، هو صوت المقهورين ونصير العمال في المحاكم وورشات العمل. القائمون على هذا الحزب رجال ونساء محترمون ومخلصون ومثقفون ثوريون وإنسانيون ويفهمون القانون. إنهم لا يمتلكون سيارات فارهة بل يستخدمون الباصات والقطارات العامة في تنقلاتهم. لا يذهبون إلى المطاعم الفاخرة. متقشفون في حياتهم، ملابسهم عادية جدا، لا تكلف في كلامهم. صادقون مع أنفسهم والآخرين. يبذلون أقصى طاقاتهم لخدمة العمال والمقهورين. أنفقت معهم بعض الوقت وعرفتهم عن قرب.
إنهم يؤسسون حزب دعم كبيت للديمقراطيين والثوار والليبراليين – عمال او مهنيين او مستقلين الذي يشكل النواة للمستقبل الذي ينتظرنا، ولو بعد عقود، خصوصا بعد السقوط المدوي لمشروع حل الدولتين البائس الذي تحول إلى وهم واهن وفاسد. ولم يتبق أمام المخلصين من العرب واليهود غير الصهاينة إلا الطريق الذي يسلكه حزب دعم، أي استبدال البدائل الميتة ببديل حي، لا عنصري، لا صهيوني، لا قومي شوفيني عربي، والبحث عن بديل إنساني، بديل يفجر طاقات الشباب يهودا وعربا. وقد وجدوه، وهم يطرحونه بقوة، ويواجهون عواصف النقد من اليمين الإسرائيلي، ومن النخب الراكدة في المجتمع الفلسطيني. تقدم قيادة هذا الحزب المتعاونة، المتآزرة، المتفاهمة بديل العلم والتكنولوجيا والبيئة، بديل التطور والمساواة، بديل الدولة الواحدة كحلول عملية للصراع المزمن. هذا هو حزب دعم باختصار، حزب لا يهتم بالحصول على مقاعد في الكنيست، بل يسعى إلى زرع النواة الأولى للمستقبل.
اترك تعليقاً
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.