رافضي السلام يُشعلون الحرب

العدوان على غزة هو نتيجة مباشرة لسياسة اضاعة الوقت التي انتهجتها حكومة نتانياهو اليمينية على مدى اربع سنوات. هذه الحكومة تعنتت ورفضت التفاوض والتوصل الى صيغة تضع حدّا للصراع الدّائر. في الوقت ذاته، تواصل بناء المستوطنات.
عملية الجيش الاخيرة، لن تحل مشاكل سكان الجنوب بل بالعكس، هذه العملية تمنح الشرعية لحكومة حماس وتسلحها بالادعاء الحقيقي بان اسرائيل هي التي ترفض السلام. من جهة اخرى تساهم العملية في اضعاف رئيس السلطة الفلسطينية ابو مازن الفاقد للمصداقية اصلا.

اسرائيل ايضا تضع حكومة الاخوان المسلمين في مصر تحت الاختبار وتستفز الرئيس محمد مرسي.
من خلال الهجمات الوحشية على غزة، حكومة نتانياهو تحاول دفن المطالب الاجتماعية، ووضع المسألة الامنية كمسألة واحدة ووحيدة على جدول الاعمال. الفقر، البطالة المتفشية، والانهيار المتسارع في الخدمات الاجتماعية، اضف الى ذلك، التقليصات التي تخططها حكومة نتانياهو العتيدة، تظهر كعديمة الأهمية.
بالاضافة، لا يمكن التغاضي عن مناورة وزير الامن ايهود براك، الذي يحاول استخدام غزة لكسب شعبية مجددا، علما ان هناك احتمالا بعدم اجتيازه نسبة الحسم.
حكومة اليمين الاسرائيلية وحكومة حماس خرجتا اقوى من الهجمات الحربية الاسرائيلية. التطرف من جهة الجانبين مستمر، ولكن الشعبين الطامحين للسلام والعدالة الاجتماعية، هما من سيدفع الثمن.

عن حزب دعم

يرى حزب دعم أن برنامج "نيو ديل إسرائيلي – فلسطيني أخضر" هو الحل الأنسب لمعالجة الأزمة السياسية والاقتصادية التي تمر بها إسرائيل، وهو مرتكز أساسي لبناء شراكة إسرائيلية فلسطينية حقيقية لإنهاء نظام الفصل العنصري "الأبرتهايد" الذي تفرضه إسرائيل على الفلسطينيين في المناطق المحتلة. هذا الحل مبني على أساس "العدالة المدنية"، ما يعني منح الفلسطينيين كامل الحقوق المدنية ووقف كل أنواع التمييز والتفرقة بين اليهودي والعربي ضمن دولة واحدة من النهر إلى البحر. إن تغيير الأولويات الاقتصادية والاجتماعية ومحاربة الاحتباس الحراري لإنقاذ البشرية من الانقراض ليس مهمة "صهيونية" فحسب أو "فلسطينية"، بل هي مهمة كونية وأممية في جوهرها. ومثلما لا يمكن تطبيق الأجندة الخضراء في أمريكا من دون معالجة العنصرية ضد السود، كذلك لا يمكن تحقيق برنامج أخضر في إسرائيل بمعزل عن إنهاء نظام الأبرتهايد والقضاء على التمييز العنصري تجاه المواطنين العرب في إسرائيل.