صرخة نظرة فاطمة أبو رومي المدوّية

الاجتماعية، وفي عمل فنّي آخر ترسم حجابًا، وربّما ستارة، تفصل بين الناظر وصورة الرجل البالغ. الحجاب المزيّن بالخرزات وبأحجار الكريستال- رمز للحواجز التي يضعها المجتمع- يخلق هنا وفي صور أخرى، تناقضًا بين الجمال والألم”. (“مزراحيا”، فريد أبو شقرة، من كتالوج المعرض).

غطاء الرأس- الحجاب، يظهر في الكثير من أعمال أبو رومي. بحسب التقاليد والديانة الإسلامية ينبغي على المرأة تغطية رأسها (بالحجاب) وجسدها (بالجلباب) للاحتماء من نظرات الرجل وتجنّبًا لإغرائه. بات الحجاب في أعمال أبو رومي تعبيرًا خارجيًّا لدونيّة المرأة. واجب تغطية الرأس يفرضه الرجال على النساء، الذين يستمدّون الشرعية لذلك من التقاليد الدينية والاجتماعية. “العلاقات داخل العائلة هي هرمية، بحيث يتواجد الذكور على رأس الهرم والنساء في أسفله”، تقول الشاعرة رجاء ناطور، “يكرّس هذا الوضع دونيّة المرأة ويكوّن مبنًى هرميًّا يتأسّس على توازن القوى، يعاني فيه، بصورة دائمة، نصف المجتمع من القمع اليومي الذي يؤدّي في بعض الحالات إلى العنف وقتل النساء بذريعة “شرف العائلة”. (مقتل الشرف، “هآرتس”، 27.9.2012).

الجمال كوسيلة للبقاء والاستمرار

ثمّة من يدّعي أنّ فاطمة أبو رومي تعاني من التنميق والزركشة الزائدة والاشتغال الفائض بالجمال، وأنّها تصمّم الجمال من الألم، كأنّها ڤان چوخ العصري. هذا الادّعاء يؤدّي إلى تضاؤل مكانة أبو رومي، ويصنّفها في مكانة رومانسية سلبية. أبو رومي لا تبدع لتداوي نفسها، وإنّما رغبةً منها في تغيير الأمور ومواجهتها. الرسم التصويري والجمال يشكّلان لديها وسيطًا ووسيلة مساعدة من أجل تخفيف حدّة الرسالة النقدية الاجتماعية الشديدة. ليس من النادر إيجاد فنّانين انقطعوا عن المجتمع على أثر التعليم أو العمل المكثّف في الإبداع وفي الحلبة المهنية المغلقة والغامضة لمعظم الجمهور. يمكن القول إنّ ذلك لم يحدث لفاطمة أبو رومي؛ فهي لم تتنازل عن عائلتها وعن مجتمعها، وتعمل من أجل التأثير والتغيير من الداخل.

“تطرح فاطمة أبو رومي تساؤلات لوالدتها ولوالدها، بوصفهما ممثّلين للنظام الرمزي، وتقف أمامهما وتعيش معهما إشكالية الصعوبات العائلية والثقافية والقومية، لكنّها أيضًا تسير على طرق تقاليد الرسم الغربي وتحتجّ عليه، بحيث تغرس قدميها في أرض الفنّ المحلّي والآني، وتصوغ تساؤلاتها حول النسوية والإثنية”. (“متمرّدة وباقية: حول أعمال فاطمة أبو رومي”، د. يعيل چيلات، مديرة قسم الفنون في كلّية أورنيم، من كتالوج المعرض).

تقول أبو رومي رأيها في مجتمع لا يعير أهمّية لرأي النساء، وليس للنساء فيه صوت. كفنّانة وإنسانة وامرأة، تصرّ أبو رومي على حقّها في حرّية الاختيار والتفكير. تخوض صراعًا من أجل استقلاليتها واستقلالية جميع النساء اللواتي يعشن في ظلّ الحجاب. ليس عجبًا أنّها تتّجه إلى استخدام الجمال والرسم التصويري- فهي بهذه الطريقة تقرّب محيطها القريب إليها، وفي نفس الوقت تتبادل الرسائل مع عالم الفنّ ومع زملائها.

متحف الفنّ الإسلامي يفتح أبوابه

“فاطمة هي امرأة شجاعة”، تقول راحيل حسون، مديرة متحف الفنّ الإسلامي في القدس، التي قرّرت فتح المتحف

עמודים: 1 2 3 4

عن