أحيي رفاقي ورفيقاتي اخوتي واخواتي من العمال والعاملات، من عرب ويهود، احيي ابطال ثورتنا العربية الذين تمردوا على سلاطين الجمهوريات، على اعتى الدكتاتوريات، من اجل الحق بالعيش بكرامة، حرية وعدالة اجتماعية. ولا يسعني في هذا المقام الذي نكرسه للتضامن مع الثورة السورية الا ان اقف رافعةً رأسي بمن ضحى بالغالي والنفيس، بدم الابناء والبنات، من اطفال وكبار، لاقول شكرا لكم لأنكم أحييتم الثورة ونفختم روح الأمل في نفوس مئات الملايين من الفقراء والعمال.شكرا، لانكم عندما تسقطون الدكتاتورية وتشقون الدرب الصعب من اجل الديمقراطية الحقة، تجعلون من الاحتلال الاسرائيلي آخر معاقل قمع الشعوب وتمهدون لإسقاطه هو ايضا. لانه في القرن الواحد والعشرين قالت الشعوب كلمتها، وهي تريد ان تحيا بكرامة وعزة وهي تحقق مرادها بالدم.
اقول شكرا، لانكم تشقون الدرب الثالث، درب النضال السلمي العنيد ضد الظلم والفقر والاستبداد: فلا هو طريق امريكا الخائب، الاستسلامي، طريق المفاوضات العبثية التي تركع امام الاستعمار وتعدنا باقتصاد رأسمالي يخدم اقلية على حساب افقار الاغلبية؛ ولا هو طريق ايران المتطرف الأصولي، الظلامي، الذي يعدنا بالنعيم في العالم الآخر بينما هو لا يقل فسادا واستبدادا بل يتغطى بالشعارات الرنانة ليزيد القمع والنهب.
دربكم، ايها الثوار، هي درب النضال السلمي الذي يقدّس الحياة ولكنه مستعد للموت في سبيلها. ولا شك لدينا ان الربيع العربي سيصل فلسطيننا لان الشرط الاساسي للتحرر من الاحتلال هو التحرر من السلطة الفلسطينية التي لم تعد هناك حاجة لوجودها سوى حماية امن اسرائيل التي تواصل توسيع المستوطنات وتدفن اية امكانية لاقامة الدولة المستقلة.
ان هذه الدرب الثالثة، هي دربنا نحن ايضا! حزب دعم الذي تأسس من اجل مكافحة كل انواع الاضطهاد، من احتلال واستغلال وعنصرية، ادرك من يومه الأول ان الحكومة التي تحتل شعبنا الفلسطيني وتميز ضد مواطنيها العرب، هي نفس الحكومة التي تصادر لقمة عيشنا وتبيع موارد البلاد لثلة من اصحاب الرساميل وترفع نسبة الفقر وتوسع الفجوات الطبقية، ثم تهددنا بمزيد من الحروب.
في اسرائيل بدأ الحراك الاجتماعي، احتجاجا على السياسة الاقتصادية التي تؤدي لغلاء الاسعار، حتى طال الفقر المجتمع اليهودي وليس العربي فقط. نحن شركاء في هذا الحراك، ونقول، انه سيعود الى الشوارع لان هذه الحكومة اليمينية المتطرفة لم تعد تأبه حتى بشعبها اليهودي ناهيك عن العربي، لان كل ما يهمها هو خدمة اصحاب الرساميل. ونقول ان هذا الحراك لينجح لا بد ان يكون سياسيا ايضا، لا بد ان يضع شعار “سلام، مساواة، عدالة اجتماعية”، لأنه لا عدالة اجتماعية في ظل الحرب والعنصرية.
واننا اذا اردنا ان نغير هذا الواقع، اذا اردنا السلام العادل، اذا اردنا المساواة الحقة، اذا اردنا مصدر رزق كريم، ومستوى تعليم راق وحلول لازمة الاراضي والسكن، فعلينا ان نثور ضد كل هؤلاء السياسيين، لاننا لن نستطيع ان نغيرهم ولكننا نعم نستطيع ان نستبدلهم.
دورنا ان ننظم انفسنا، لاننا العمال، قوتنا هي وحدتنا، والتنظيم النقابي هو اول مراحل التنظيم ولكن اهم هذه المراحل هو ان يكون لنا صوت يجلجل في البرلمان. لقد فشل جميع مندوبينا في الكنيست، من عرب ويهود. لقد وقفوا مكتوفي الايدي امام خطر الفقر والبطالة، واهملوها وتجاهلوها وانكروا انها قضية سياسية من الدرجة الاولى، واكتفوا بالتطبيل والتزمير لشعارات وطنية جوفاء لا اساس واقعي لحلها بل وبلغ الجنون ببعض هذه الاحزاب ان تدعم نظاما سفاحا مثل نظام الاسد وتقف بوضوح ضد طموح الفقراء بالتحرر من الاستبداد والإفقار. وماذا كانت نتيجة الاهمال؟ كانت ارتفاع نسبة العنف والإجرام حتى تفككت اواصر التضامن الاجتماعي ولم تعد الام تأمن على ابنها ان يعود اذا خرج من باب البيت. فهل نكتفي بكيل السباب والشتائم للحكومة التي أي نعم تتحمل نصيب الاسد في الوصول الى هذا الحال، ولكن هل نتغاضى عن مسؤولية قادتنا نحن ايضا؟ اين كانوا هم من مجتمعهم وهم الذين كان عليهم ان يحموه؟
اذا اردتم الا تحرقوا اصواتكم، اذا اردتم ان تحتجوا على هذا الواقع وتبدؤوا معركة التغيير، فها امامكم اللعبة الديمقراطية، العبوها، كي لا يتلاعبوا بنا وبمصير ابنائنا وبناتنا. نحن في حزب دعم فهمنا منذ مدة ان البطالة والفقر هما آفة خطيرة ستقود الى ازمة عميقة، لذا شمرنا عن سواعد العمل من اجل حل هذه القضايا ووضعناها على رأس سلم اولوياتنا. فهمنا ان حل مشاكلنا السياسية والمطالبة بالمساواة والتضامن مع قضية شعبنا الفلسطيني مشروط بشكل اساسي بحل مشاكلنا الداخلية، ومواجهة المحسوبية والفساد المستشري في سلطاتنا المحلية وكافة المراكز التي تدعي تمثيلنا، وطرح قيادة وطنية اجتماعية بديلة قادرة على النهوض بقضايا المجتمع الاجتماعية والاقتصادية ومن ثم السياسية ايضا.
رشحنا انفسنا في الانتخابات لاننا نؤمن باننا اهل لهذا البديل، وكذلك نرشح انفسنا في الانتخابات القريبة لاننا نؤمن بالتغيير الثوري. ان هذا الحراك الاحتجاجي الذي نحن جزء لا يتجزأ منه والثورات العربية تمدنا بالعزيمة وتؤكد خطنا السياسي الثوري، بان المطلوب هو كنس القديم ومحو الشعارات الزائفة البعيدة عن الواقع، والارتباط بالشعب وبالعمال والفقراء في قضاياهم الحقيقية اليومية لاعادة الثقة بالسياسة لانها الوسيلة للتغيير.
اترك تعليقاً
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.