بالانحياز لقطر. وقد بحث الامريكان عن حل جذري يحظى بقاعدة واسعة من الدعم السياسي لكي يمنع تكرار الحرب، ولكنه فشل في تحقيق الهدف، رغم ان الدول المعنية بالصراع حليفة له. ومع ذلك، فالعلاقة بين امريكا والسعودية تأثرت بعد هجوم القاعدة على نيويورك، ذلك ان امريكا اكتشفت عندها خطورة الايديولوجيا السلفية المدعومة من السعودية في مساعيها للحد من نفوذ الثورة الايرانية في المنطقة. نقطة خلاف اخرى اساسية أثارت حفيظة السعوديين ضد اوباما تكمن في موقفه من الربيع العربي. فأوباما يعتبر الربيع العربي نتيجة طبيعية لفشل الانظمة العربية في توفير الامان الاقتصادي والحرية لشعوبها، الأمر الذي جعله يتخلى عن نظام مبارك ويتعاون مع الرئيس المنتخب محمد مرسي الممثل عن الإخوان المسلمين، ألدّ أعداء السعودية.
اعتبرت الادارة امريكية ما حدث في مصر انقلابا على الشرعية، الامر الذي عمق الازمة مع السعودية التي دعمت ومولت الانقلاب. في نفس الوقت تتعاون امريكا مع قطر في مجالات عدة، بينها صفقة التبادل مع طالبان مقابل جندي امريكي اسير في أفغانستان، واخيرا توسطت قطر مع جبهة النصرة التي يعتبرها الامريكان منظمة ارهابية للإفراج عن صحافي امريكي تم اسره في سورية. ولكن مع ذلك تحافظ امريكا على علاقاتها مع السعودية وتتعاون معها في العراق، كما تحافظ على علاقتها مع مصر والاردن وتدعم ابو مازن، مما يعني انها تبقى على مسافة واحدة من كل حلفائها المتناحرين فيما بينهم والذين أدخلوا المنطقة لحالة من الحرب والفوضى.
ان سياسة الادارة الامريكية تجاه المنطقة تتسم بالترقب والسلبية، وقد ادت هذه السياسة الى خلق فراغ كبير جدا استغلته أولا روسيا وايران اللتان تتدخلان بقوة في سورية مما سبّب في تدهور النزاع السياسي بين سلطة ومعارضة الى حرب اهلية طائفية فتحت المجال لدخول داعش لتحتل اجزاء من سورية والعراق وتمحو الحدود الفاصلة بين البلدين. وقد تخلى اوباما عن كل مسؤولية تجاه الشعب العراقي والسوري، فمن ناحية دعم نوري المالكي في العراق وسمح لبشار الاسد بأن يذبح الشعب السوري ومنع أي دعم حقيقي للمعارضة. وكان موقف اوباما من الحرب في سورية سببا اساسيا في نمو نفوذ داعش، فبدل دعم وبناء المعارضة الديمقراطية، وضعها تحت رحمة النظام وأدخلها في مفاوضات عقيمة في جنيف ضربت بسمعة المعارضة ورجح كفة التطرف السني السلفي المتمثل بداعش وجبهة النصرة.
وكان الاخفاق الامريكي اكثر بروزا في مفاوضات السلام بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية، اذ انتهت بعد تسعة شهور دون نتيجة تذكر. وقد اتهم الاسرائيليون جون كري بعدم الواقعية لأنه سعى بشكل جدي للوصول الى حل نهائي. الحكومة الاسرائيلية على غرار العائلة المالكة في السعودية ترى في الموقف الامريكي الذي تخلى عن نظام مبارك خطأ فادحا ضرب بمصلحة اسرائيل وبمكانة ابو مازن وعزز من موقف حماس. وقد عملت اسرائيل لأول مرة على استثناء امريكا من المفاوضات على اتفاق وقف النار الاخير مع حماس، وذلك لصالح تقوية علاقاتها مع النظام المصري والسعودي. وكان الخلاف بين اسرائيل والادارة الامريكية حتى وصل الامم المتحدة عندما امتنعت اسرائيل عن التصويت ضد ضم روسيا لشبه جزيرة القرم، مما اثار غضب الامريكان الذين يضمنون الفيتو على كل قرار ضد اسرائيل في مجلس الامن.
الرفض الاسرائيلي
اترك تعليقاً
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.