لبيد يا زلمة؟!

اعتقدت اني اسمع نكتة، ولكن الرجل لم يكن يمزح. يا للهول قلت لنفسي ألهذه الدرجة بلغ اليأس من السياسة ومن الساسة العرب؟ الى درجة تجعلك تؤيد يئير لبيد؟ لبيد يا زلمة؟! ما لك انت وما للعرب وما لانصار العدالة الاجتماعية عربا او يهودا او مخلوقات من الفضاء الخارجي، ما لكل هؤلاء وللبيد؟ الرجل الذي ورث السياسة عن ابيه كما ورثها زعماؤنا العرب، الرجل الذي جلب الى صفه رجل المخابرات المظلم يعقوب بري، رئيس الشاباك سابقا وتقاضى ملايين الشواقل سنويا لقاء ادارة شركة سلكوم وبنك مزراحي، يعني من قلب ولب النظام الذي يدعي انه يريد الانقلاب عليه.

الادهى والامرّ ان الرجل (صاحب النكتة التي اتضح انها ليست نكتة بالمرة) يعترف انه دعم عمير بيرتس عام 2006 لانه تحدث عن ثورة اجتماعية، ولكنه “زعل منه” عندما دفن ثورته في مقابر من قتلهم في لبنان. اذن؟ شو السيرة؟ لماذا نعيد الكرة مرة بعد مرة؟ يقول، انا لا اريد سياسة! بكفي سياسة! بديش احرر فلسطين! اذن ماذا تريد؟ اريد ان يهتم احد بقضايا الاقتصاد والمعيشة هنا! هنا! نحن نعيش هنا!
ولكن يا سيدي العزيز، ليس هناك هنا وهناك! انها قضية واحدة، لا عدالة اجتماعية في ظل الاحتلال ولا مساواة للمواطنين العرب في ظل القهر والعذاب، اولا لانك عربي مثل اولئك الذين “هناك”، وما يسري عليهم من احتلال يسري عليك من عنصرية، ثانيا وببساطة لان الميزانية ستبقى موجهة وجاهزة للحروب ولتوسيع الاستيطان ولن تنال باحلامك اية عدالة لا انت ولا غيرك، عربي كان ام يهودي.
مخطئ من يظن ان هذا الموقف معزول، هناك الكثيرون الذين بدؤوا يفكروا بالمصلحة الذاتية الضيقة. ولكن هذا هو نتيجة طبيعية للشعور العام بعدم الثقة بالقيادة العربية، التي عزلت الشعب الفلسطيني داخل اسرائيل وراء شعارات قومية جوفاء، وتمسكت بخطاب مقاوم متطرف بلا اي رصيد اجتماعي حقيقي وهمّشت قضايا الفقر والبطالة وغلاء المعيشة التي ادت الى تفشي العنف. بذلك خلقت القيادة العربية الانطباع بان الجماهير لن تنال منها سوى الشعارات الرنانة، لان النواب العرب مع انهم يجتازون بامتياز نسبة الحسم، الا ان تأثيرهم على العمل السياسي معدوم.
حزب دعم يطرح امام الشعب الفلسطيني داخل اسرائيل برنامجا للتغيير الاجتماعي، يجمع بين المطالبة بالسلام العادل وانهاء الاحتلال والعنصرية وتحقيق المساواة والعدالة الاجتماعية. “دعم” ينشط يوميا لتنظيم العمال من عرب ويهود ويطرح قضية التشغيل وغلاء المعيشة سواء في المظاهرات الاحتجاجية او بالعمل الملموس، ويرشح نفسه في هذه الانتخابات امام الجمهور العربي واليهودي ويدعوه لتفويضه لتمثيله في البرلمان وليس فقط في الميدان.

عن