انتصر بشار الاسد على الشعب السوري …انتصر على الانسانية جمعاء.. ويحتفل الجلاد الشامي بنصره، الذي ستذكره الصور التي تصلنا من دوما التي تختنق في جثث الاطفال المُسجاة، الى جانب امهاتهم واباؤهم، بفعل غاز الكلورين ،عائلات باكملها حصدت مجزرة الاسد الجديدة… دموع وبكاء واختناقات وصور مفجعة، فهنيئا لبشار الاسد ومؤيدوه هذا الانتصار المجبول بدم الشعب السوري..
قبل خمسة سنوات ارتكب الجلاد الشامي، مجزرة الغوطة الشرقية، بقصفها بغاز السارين، التي راح ضحيتها أكثر من 1400 شخص، بينهم عائلات بأكملها، حيث نجا الاسد من العقاب الذي توعد به الرئيس الامريكي الاسبق “اوباما” بتوجيه ضربة عسكرية موجعة الى دمشق، واستطاع حليفه في الجرائم النكراء “فلاديمير بوتين” تخليصه من العقاب، كعراب لاتفاق تسليم ترسانة الاسلحة الكيماوية السورية ووضعها تحت الرقابة الدولية ..
ومنذ ذلك الوقت ،انهى اوماما ولايته، ورحل على سدة الحكم ، وخسر”ديفيد كاميرون” رئاسة وزراء بريطانيا، فيما بقى الاسد وبقى خامنئي واردوغان في الحكم، وبقيت معهم الغازات السامة المحرمة دوليا ،التي يستخدمها بشار الاسد على مرأى من عيون وسمع العالم، لابادة شعب اعزل، ذنبه الوحيد انه طالب بحقه في الحياة وفي الحرية ..
ان ما يحصل في سوريا من جرائم يتحمل بشار الاسد مسؤوليتها، ولكنه ليس الوحيد، انما يشاركه في تحمل مسؤولية هذه الجرائم “الثلاثي المقدس” بوتين-روحاني-اردوغان، الذين اجتمعوا قبل ايام معدودة في انقرة، لتقاسم غنائم الحرب، واقتسام الدم من الجسد السوري، بالحفاظ على اداتهم في سوريا بشار الاسد، ومنحه الغطاء السياسي، لاستباحة ما تبقى من الشعب السوري في دوما، تمهيدا لجنى ثمار وغنائم هذه الحرب القذرة، التي شاركوا بها ضد الشعب والوطن السوري.
وقد يتساءل سائل، لماذا يستخدم بشار الاسد هذه الغازات السامة ضد ابناء شعبه العزل في دوما، والفصائل المسلحة تتفاوض معه لمغادرة المدينة وتسليمها للروس، والجواب بسيط.
يوجد من يتسأل لماذا كان على الاسد ان يستخدم الغاز السم ضد مواطنين عزل ودوما بقت محاصرة من كل جانب وجيش الاسلام قد تفاوض على مغادرته المدينة وتسليمها للروس؟ الجواب بسيط، اثبات وجود! فاذا ارادوا الروس ان يغيبوا النظام عن المفاوضات مع المعارضة في دوما ، واذا اراد الثلاثي المقدس التركي، الايراني الروسي ان يغيبوا الاسد عن الحل، فجاء الرد تلقائيا، دوما ستستسلم للأسد ولا لغيره، وعلى المجتمع الدولي، ان يعرف ويقر ان الاسد انتصر في دوما، كما في باقي المناطق، وكان اختيار استخدام السلاح القاتل ضد المدنيين، رسالة واضحة مفادها” الاسد او نحرق البلد. وقد تعلم وادراك نظام الاسد ،ان نفاق المجتمع الدولي، وتواطئه المفضوح ، قد الغى اية خطوط حمراء في حرب النظام ضد الشعب السوري ،الذي طالب بالحرية والكرامة والديمقراطية، وقد ادرك الاسد الرسالة الاقوى وضوحاً ان الغطاء الروسي كفيل بحمايته رغم كل الجرائم، التي يرتكبها مع حلفاؤه، وان ردود الافعال الدولية الكلامية ، ما هي الا ذر الرماد في عيون الشعب السوري وكل المطالبين بحرية الشعوب وحقها في حياة حرة كريمة ..
اما على صعيد حكومة اليمين الاسرائيلية، وعلى ضوء الانتقادات الدولية، فقد استغلت الاحداث المؤلمة في سوريا، واتخذتها مبررا لقتلها الفلسطينين المحتجين على الشريط الحدودي بين غزة واسرائيل، الامر الذي جعل وزير الدفاع الاسرائيلي “افيغدور ليبرمان” يتهم العالم بالنفاق، ففي الوقت الذي يدين اسرائيل، فهو يمتنع من ادانة روسيا والنظام السوري على جرائمهم في سوريا،. وجعله يقارن “انسانية” الاحتلال الاسرائيلي، مقابل وحشية الانظمة العربية، بل ويتفاخر في الديمقراطية الاسرائيلية مقابل الاستبداد العربي.
وفي حقيقة الامر” ان افيغدور ليبرمان” ومعه حكومته اليمينية، لم يبالوا يوما بالجرائم التي تحدث في سوريا،، على العكس فلهم باع طويل في التعرض لامن البلد واذلال النظام، من خلال التنسيق الوثيق مع الروس. وقد اثبت الرفض الاسرائيلي للانضمام الى الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة بإدانة روسيا، بسبب استخدامها الغاز السام ضد الجاسوس الروسي على ارض المملكة المتحدة، انها لا تقل نفاقاً عن كل الدول التي تشتكي ضدها وتنتقدها. ان وحشية الاسد ضد شعبه لا تبرر وحشية الاحتلال الاسرائيلي، ضد الشعب الفلسطيني، ومنع حقوقه المدنية والسياسية الاساسية، على مدار 50 عاما من الاحتلال.
ان حزب دعم، اذا يدين النظام السوري، وحلفائه ينادي كل احرار العالم ومناصري الشعب الفلسطيني، والداعمين الحقيقيين على حقوقه وحريته، الوقوف مع الشعب السوري وثورته المجيدة، ضد هذا النظام المجرم.
ان الحرية لا تتجزأ، ومثلها قدسية الحياة، ومن لا يثور ضد الطاغية، ومن يبرر جرائم النظام ،باسم معاداة الامبريالية والصهيونية، يفقد الاساس الاخلاقي، والقانوني والسياسي لإدانة اسرائيل، بكل ما تقوم من قمع واضطهاد للشعب الفلسطيني.
ان مصير الشعب الفلسطيني مربوط بمصير الشعوب العربية، ككل وفي مقدمتها الشعب السوري. وما دامت الشعوب العربية بأكملها، خاضعة للأنظمة الاستبدادية، في مصر،والسعودية، والاردن والعراق، سيبقى الشعب الفلسطيني خاضعا للاحتلال. ان سقوط الاحتلال مرهون بسقوط النظام العربي الديكتاتوري الحالي، وعلى رأسه النظام السوري.
ا
اترك تعليقاً
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.