الرئاسة تم فصل واستبدال العديد من أهم الشخصيات المحيطة بالرئيس، مثل رئيس طاقم البيت الأبيض، مستشار الأمن القومي، رئيس قسم الإعلام، رئيس الإف بي آي، النائب العام، وغيرهم من الموظفين المرموقين الذين يشكلون العمود الفقري للإدارة مما خلق شعور من الفوضى وعدم السيطرة على مجريات الأمور. وكان لهذه الفوضى تأثيرٌ على الملفات الدولية، مِن أبرزِها: كوريا الشمالية، حلف الناتو، العلاقة مع أوروبا، سوريا وأخيرا وليس آخرا ملف الشرق الأوسط.
زيارة ترامب للمنطقة أشعلت الأزمة الخليجية
أثارت زيارة ترامب إلى السعودية ومن ثمّ إلى إسرائيل مباشرةً، توقعات كثيرة حول جدّيته في خوض عملية تفاوضية بين إسرائيل والفلسطينيين من خلال ما يعرف بالمؤتمر الإقليمي. لقد تجمع في الرياض عدد كبير من ممثلي الدول العربية والإسلامية، والذين تعهدوا أمام ترامب بالتزامهم بنبذ ومكافحة الإرهاب، وكانت هذه الزيارة بمثابة رأب الصدع بين الإدارة الامريكية والبلاط الملكي السعودي، بعد ثماني سنوات من البرودة بين إدارة أوباما والسعودية. ومن خلال تعيين صهره جارد كوشنر ومحاميه جيسون غرينبلات كمسؤولين عن الملف الإسرائيلي الفلسطيني، كان من المتوقع أن تبدأ عملية تفاوضية فوراً بعد أن تعهد ترامب بالوصول إلى حل القضية على أساس “دولة واحدة أو دولتين”.
إلا أن كل هذه التوقعات التي تمت معالجتها بإسهاب في وثيقة اللجنة المركزية الأخيرة، تبخرت دون أن يبقى منها سوى ذكر سحيق. فقد استغلت السعودية الدعم غير المشروط من قِبَل ترامب من أجل خوض معركة سياسية، دبلوماسية واقتصادية ضد قطر بالتعاون مع كلٍّ مِن مصر، الإمارات والبحرين. وتطالب السعودية قطر بوقف توّجهها السياسي المؤيد للإخوان المسلمين وتحديداً موقفها من الإنقلاب العسكري في مصر ودعمها لحكومة طرابلس ضد حكومة طبرق في ليبيا. كما وتطالب السعودية قطر بإغلاق قناة الجزيرة وإحداث تغيير جذري في سياستها والعودة إلى أيام ما قبل انقلاب الشيخ حمد على والده عام 1995.
وفي ما يتعلق بالقضية الفلسطينية فقد نقل ترامب في لقائه بمحمود عباس في بيت لحم المطلب الإسرائيلي بوقف التحريض والمخصصات المالية لأُسَر الشهداء والمعتقلين، الأمر الذي جلب استياء من قبل السلطة الفلسطينية وهذا بعد أن امتنع ترامب من ذِكر الاستيطان، او دفع بنتنياهو إلى تقديم أي تنازل من أجل استئناف المفاوضات. فمنذ هذه الزيارة دخل الخليج إلى أزمة لا عِلمَ لدى الإدارة الأمريكية بكيفيّة حلِّها، خاصّةً في حينِ استضافةِ قطر لأكبر قاعدة جوية أمريكية على أرضها. هذا من ناحية، لكن من ناحية أخرى تُعتبر السعودية أهم حليف لأمريكا في المنطقة. أما نتنياهو فقد استطاع أن ينقل كل الضغط على محمود عباس ووضع شروط مسبقة إلى أن أصبح من المستحيل البدء بأي نوع من المفاوضات، مما يضمن لحكومة نتنياهو هدوءً سياسياً رغمَ خطر التحقيقات في قضايا الفساد، المهدِّد لوجودها.
رام الله تشن حرب على غزة
وقد أدخلت الأزمة الخليجية سلطة حماس في غزة في عزلة سياسية بعد أن اضطرت قطر لأن تُبعِد قيادات من الإخوان المسلمين ومن حماس عن أراضيها بسبب الحصار المفروض عليها من قبل السعودية. وقد فقدت حماس الدعم الكلّي من تركيا بعد المصالحة بين أردوغان ونتنياهو. النظام القطري يواجه
اترك تعليقاً
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.