الخيار الديمقراطي بمواجهة التطرف الاسلامي، تقرير اللجنة المركزية، 6/8/2017

الاسلامية على البلدات العربية في الوقت الذي يتخوف الأحزاب والمثقفين العرب من التعبير عن موقفهم الحقيقي من هذه الظاهرة.

الإنقسام قائم رغم “الإنتصار” في الأقصى 

كثيرون هم من يعتبرون قرار حكومة نتنياهو بالتراجع عن موقفها وسحب الجهاز الممغنط “انتصارا”، غير أن هذا القرار جاء من أجل سحب البساط من تحت أقدام تحالف تركيا، قطر، حماس والشيخ رائد صلاح. إن الإنقسام العربي هو الضامن لسلامة حكومة اليمين المتطرف لأنه يحرره من كل التزام تجاه عملية تفاوضية حول مستقبل المناطق المحتلة. وكان واضحاً منذ بداية الأزمة بأن قطر وتركيا استطاعتا وضع الأردن والسلطة الفلسطينية في موقف حرج حتى اضطر محمود عباس، الذي اتصل بنتنياهو بعد العملية في الأقصى ليعبر عن استنكاره، أن يعلن تعليق التنسيق الأمني “المقدس”. وكان لا بد للحكومة الإسرائيلية أن تتراجع أمام الحركة الإسلامية وتمنحها “انتصارا” تكتيكيا لكي تحافظ على مكسبها الإستراتيجي ألا وهو التحالف مع ما يسمى المحور السني المعتدل.

فما قامت به قطر في قضية الأقصى يشير إلى أن الأزمة في الخليج قد تتفاقم وبأن النهج الذي تبناه الشيخ حمد آل ثاني منذ 1995 ثابت لا يتغير. فمن خلال حركة الإخوان المسلمين وتنظيم القاعدة أصبحت قطر لاعبا هاما على الساحة العربية. إن الأموال القطرية لا تشتري اللاعب البرازيلي نيمار بمبلغ خيالي فحسب، بل اشترت الإتحاد العالمي لكرة القدم لكي تفوز باستضافة المونديال، وهي توزع استثماراتها في شتى أنحاء العالم وتشتري صمت العالم والأمريكان على ما تقوم به من دعم الإرهاب والتطرف الإسلامي من خلال السماح لـ 11000 جندي أمريكي الرباط على أراضيها في قاعدة “العديد” الجوية. أما السعودية، مصر والبحرين فجميعها تخشى من الربيع العربي ومن الحركات الإسلامية التي تهدد وجودها.

على المستوى الفلسطيني من الواضح بأن حماس استخدمت الأقصى لفضح السلطة الفلسطينية التي اضطرت تحت هذا الضغط أن تعلن وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل. إن ما يهم حماس ليس الأقصى بل سلطتها على غزة وهي تريد أن تخلق رأي عام في الضفة الغربية لرفع العقوبات المفروضة عليها من قبل سلطة رام الله. وقد يعمل نتانياهو كل ما بوسعه على الحفاظ على هذا الإنقسام الذي يشل قدرة حماس على مكافحة الحصار المفروض عليها، ويضعف عباس كناطق باسم الشعب الفلسطيني. إن هذه الصراع الداخلي مثله مثل الصراعات في العالم العربي برمته: يفكك المجتمع الفلسطيني ويمنعه من مواجهة الإحتلال على أساس برنامج سياسي ديمقراطي وموحد. إن “الانتصار” في الأقصى لا يعوض الإنقسام بل كان نتيجة لإثارة مشاعر دينية تلعب لصالح الحركة الاسلامية التي لا تفكر أبداً في مكافحة الإحتلال بل باحتلال عقول وضمائر الشباب الفلسطيني مثل ما فعلت بشباب أم الفحم.

أما داخل إسرائيل فالمنازلة في الأقصى قد أبرزت ضعف القيادة العربية والقائمة المشتركة التي تنجر مرة تلو الأخرى وراء أجندة الشيخ رائد صلاح الغيبية. إن القائمة المشتركة لا تملك أجندة سياسية واضحة: فالجبهة تدفع نحو تحالفات مع ميريتس على أساس مبدأ الدولتين للشعبين ودعم محمود عباس في الوقت الذي تدعم فيه الأسد وإيران، أما الإسلامية الجنوبية فهي تريد الحفاظ على “حكم ذاتي” إسلامي وكسب تسهيلات من الدولة لإدارة سلطاتها

עמודים: 1 2 3 4 5 6 7 8 9

عن حزب دعم

يرى حزب دعم أن برنامج "نيو ديل إسرائيلي – فلسطيني أخضر" هو الحل الأنسب لمعالجة الأزمة السياسية والاقتصادية التي تمر بها إسرائيل، وهو مرتكز أساسي لبناء شراكة إسرائيلية فلسطينية حقيقية لإنهاء نظام الفصل العنصري "الأبرتهايد" الذي تفرضه إسرائيل على الفلسطينيين في المناطق المحتلة. هذا الحل مبني على أساس "العدالة المدنية"، ما يعني منح الفلسطينيين كامل الحقوق المدنية ووقف كل أنواع التمييز والتفرقة بين اليهودي والعربي ضمن دولة واحدة من النهر إلى البحر. إن تغيير الأولويات الاقتصادية والاجتماعية ومحاربة الاحتباس الحراري لإنقاذ البشرية من الانقراض ليس مهمة "صهيونية" فحسب أو "فلسطينية"، بل هي مهمة كونية وأممية في جوهرها. ومثلما لا يمكن تطبيق الأجندة الخضراء في أمريكا من دون معالجة العنصرية ضد السود، كذلك لا يمكن تحقيق برنامج أخضر في إسرائيل بمعزل عن إنهاء نظام الأبرتهايد والقضاء على التمييز العنصري تجاه المواطنين العرب في إسرائيل.