المحلية، والتجمع قد فقد البوصلة وكل ما يريده هو المواجهة الجماهيرية بكل ثمن دون أن يطرح برنامج عملي وفكري واضح، فهو يدعم نهج قطر، يعارض السعودية، محمود عباس والأردن، ويرى في السلفية الجهادية حليفاً له في مواجهة “الكيان الصهيوني”.
إن ما يحدث من أزمة داخل القائمة المشتركة حول اتفاق التناوب ورفض الجبهة والعربية للتغيير منح التجمع المقعد الرابع في الكنيست يكشف الخلافات الحادة بين الأطراف بل والعداوة بين الجبهة التي تدعم محمود عباس ومحور الممانعة، وبين من يعارضه ويدعم قطر وتركيا. لا شك أن تجربة القائمة المشتركة التي زادت عدد المقاعد العربية في الكنيست قد فشلت في طرح أجندة واضحة لتطوير ومساندة الجماهير العربية التي صوتت لها. إن الكم جاء على حساب النوع، فبدل أن تكون منافسة ديمقراطية بين الآراء المختلفة نرى نشازاً بين أحزاب لا قاسم مشترك يربط بينها وكل ما تريده مثلما تبين أخيراً هو الحفاظ على المقعد في الكنيست حتى وإن كان تأثيرها على الساحة السياسية سلبي جداً. فلا نفوذ لها في سن القوانين في الكنيست ولا وجود لها على الساحة وأكبر مثال على ذلك هو عجزها في معالجة ظاهرة العنف في الوسط العربي، وهي تغطي على عجزها باتهام الشرطة الإسرائيلية بأنها لا تقوم بواجبها.
الدولة الواحدة – بديل للتطرف الديني
إن ما نراه من تطورات في أمريكا وعدم قدرة إدارة ترامب على الخروج من الأزمة السياسية العميقة التي دخلت فيها بسبب شخصية الرئيس المتهورة، إفتقاده للخبرة السياسية، برنامج اقتصادي غير واقعي لا يمكن من خلاله أن يحقق شعاره الرئيسي “لنعيد لأمريكا كبريائها” وتورطه مع الروس يشل من إمكانيته التأثير الفعلي على ما يحدث في العالم وتحديداً في الشرق الأوسط، مثل ما تشير إليه الأزمة الخليجية. وفيما يتعلق بالنزاع الإسرائيلي الفلسطيني فلا رؤية واضحة لترامب بينما الطاقم المكلف بهذا الملف يميل بشكل واضح لإسرائيل كون الشخصيات الثلاث، كوشنير، فريدمان وغرينبلات يهوداً متدينين وصهيونيين. إن حل الدولتين أصبح برنامجاً لا أحد يتمسك به، لا اليمين الإسرائيلي ولا حزب العمل المعارض. كل من بقى بدعم هذا الخيار هي قوى هامشية مثل الجبهة وميريتس المتمسِّكتان بمحمود عباس رغم ضعفه وعجزه بالوصول إلى أي مكسب يذكر طوال مدة توليه منصب الرئاسة.
إن الجماهير الفلسطينية في الضفة الغربية وغزة مثلها مثل قسم كبير من الجماهير العربية في إسرائيل لا ترى في الدولة الفلسطينية في الضفة والقطاع حلاً واقعيا رغم أنه ليس لها بديل اخر. إن البديل الوحيد الذي يطرح نفسه على الساحة هو البديل الديني المتطرف الذي لا يعترف بإسرائيل ويسعى لتصفية إسرائيل عن وجه الأرض. هذا هو موقف حماس والجناح الشمالي للحركة الإسلامية التي تطرح الخلافة على نمط داعش بديلا للنظام الرأسمالي والدولة اليهودية الكافرة. أما من الجانب القومي يقف حزب التجمع الذي يُشَبِّه إسرائيل بدولة الأبرتهايد في جنوب أفريقيا ويسعى من خلال النضال الجماهيري والمقاطعة الدولية لإسرائيل تكرار ما حدث في جنوب أفريقيا حيث أصبحت الأغلبية السوداء سائدة على البلد وأصبحت الأقلية البيضاء دون نفوذ سياسي.
نحن في حزب دعم نعارض بشدة برنامج الخلافة ونرفض أيضا فكرة الأبرتهايد كونه غير واقعي، يصطدم مع
اترك تعليقاً
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.