الهستدروت تتفق مع المالية اعتبار عمال المقاولين كعبيد

الاتفاق الذي تم التوقيع عليه امس بين وزير المالية ورئيس الهستدروت يرسخ مكانة عمال المقاولين كالعبيد الجدد ويرسخها كظاهرة شرعية التي ستبقى قائمة الى الابد. صحيح ان الاتفاق نص على رفع اجر عمال المقاولين الى 4500 شيكل ومنحهم بعض الامتيزات مثل صندوق الاستكمال والهدية في العيد، لكنه بنفس الوقت يرسخ طريقة التشغيل المشوهة والمضرة والان بموافقة الهستدروت.

فاذا كانت ظاهرة نقل العمل الى المقاولين الفرعيين في الوزارات الحكومية والمدارس والمستشفيات ناهيك عن القطاع الخاص، بمثابة مشكلة خطيرة التي ضربت اساس العمل المنظم وحقوق العمال في اسرائيل وقد جاءت اليوم الهستدروت ومنحتها الشرعية.

يذكر ان اضراب الهستدروت في شهر شباط 2012 الذي طرح موضوع استغلال عمال المقاولين جاء تلبية للضغط الشعبي في الموضوع الذي اثارته حركة الاحتجاج من صيف 2011. احد الاسباب التي دفعت مئات الاف الاسرائيليين الى الشوارع كان التدهور الخطير في ظروف العمل لعاملين في كافة مجالات الاقتصاد وذلك من خلال شركات القوى البشرية والمقاولين الفرعيين اذ ارتفع عدد العمال في هذه الطريقة العوجاء الى نحو نصف المليون – او 15% من قوة العمل.

بصفتها النقابة الكبرى والتي تقود لجان العمال في المرافق العامة والمصانع الكبرى كان من واجب الهستدروت ان تجند قوتها  وتقف الى جانب عمال النظافة والحراسة وتدافع عن عمال البناء والزراعة وحتى المعلمين و العاملين الاجتماعيين الذي يعملون كلهم بواسطة المقاولين. غير ان الهستدروت وخلال عقدين من الزمن اعتمدت الصمت ومنحت اصحاب العمل والحكومات الضوء الاخضر لنقل قطاعات اخرى الى عمل المقاولات الفرعية الهدام.

الان بثمن بسيط تحظى الهستدروت برسوم عشرات الاف العمال الذين يدفعون مقابل العضوية في الهستدروت رغم عن انها لا تهتم بهم قبل الاتفاق الجديد وليس بعده. الاتفاق مع المالية يجعلهم عمال فقراء بشكل رسمي ومعترف به والطريق الى الخروج من حالة الاستغلال والضعف اصبح  أصعبواطول.

في الواقع يواصل الاتفاق بين وزير المالية شتاينيتس وعوفر عيني سلسلة من الاتفاقات بين رئيس الهستدروت وبين حكومة نتانياهو التي كان عيني الراعي لتشكيلها عام 2009 حين دعم انضمام حزب العمل بقيادة براك الى الحكومة. ويشكل الاتفاق اليوم تلميحا الى الامكانية لتشكيل ائتلاف بعد الانتخابات بين نتانياهو وحزب العمل بعد الانتخابات.

العمال بحاجة الى حزب عمالي الذي يرفض القبول بقوانين اللعبة الراسمالية النيو ليبرالية. حزب دعم العمالي الذي بادر الى اقامة نقابة معا العمالية ينظم في صفوفه عمال عرب ويهود وشعاره “عدالة واحدة للجميع” – حان الوقت لاحداث التغيير الجذري.

عن حزب دعم

يرى حزب دعم أن برنامج "نيو ديل إسرائيلي – فلسطيني أخضر" هو الحل الأنسب لمعالجة الأزمة السياسية والاقتصادية التي تمر بها إسرائيل، وهو مرتكز أساسي لبناء شراكة إسرائيلية فلسطينية حقيقية لإنهاء نظام الفصل العنصري "الأبرتهايد" الذي تفرضه إسرائيل على الفلسطينيين في المناطق المحتلة. هذا الحل مبني على أساس "العدالة المدنية"، ما يعني منح الفلسطينيين كامل الحقوق المدنية ووقف كل أنواع التمييز والتفرقة بين اليهودي والعربي ضمن دولة واحدة من النهر إلى البحر. إن تغيير الأولويات الاقتصادية والاجتماعية ومحاربة الاحتباس الحراري لإنقاذ البشرية من الانقراض ليس مهمة "صهيونية" فحسب أو "فلسطينية"، بل هي مهمة كونية وأممية في جوهرها. ومثلما لا يمكن تطبيق الأجندة الخضراء في أمريكا من دون معالجة العنصرية ضد السود، كذلك لا يمكن تحقيق برنامج أخضر في إسرائيل بمعزل عن إنهاء نظام الأبرتهايد والقضاء على التمييز العنصري تجاه المواطنين العرب في إسرائيل.