في انتخابات الكنيست التاسعة عشرة التي ستجري في كانون الثاني 2013 تتصدّر الأجندة مسألتان مصيريّتان: الأولى تتعلّق بالجمود السياسيّ، الذي سيؤدّي إلى انتفاضة ثالثة وإلى مواجهة عنيفة مع الفلسطينيّين والعالم العربيّ. والثانية خطّة اقتصاديّة متقشّفة وتقليصات شديدة في الميزانيّة ستؤدّي إلى البطالة والفقر وانهيار الخدمات الاجتماعيّة. من جهة، يرفض الشعب الفلسطينيّ قبول الاحتلال، ومن جهة أخرى، تعارض طبقات واسعة في المجتمع الإسرائيليّ الرأسماليّة السيّئة التي تسيطر على إسرائيل. الاحتجاج الشعبيّ الواسع النطاق الذي نشب في صيف 2011 يبشّر بالتغيير. شارك حزب “دعم” بصورة فعّالة في الحراك الاحتجاجيّ، ويمارس العمل الاجتماعيّ يوميًّا في صفوف العمّال اليهود والعرب.
يقترح حزب “دعم” للجمهور الإسرائيليّ برنامج تغيير ثوريًّا، في مركزه الدعوة لإنهاء الاحتلال وبناء مجتمع يتأسّس على المساواة والعدالة الاجتماعيّة. يشكّل حلّ القضيّة الفلسطينيّة والسلام شرطًا حتميًّا لبناء مجتمع عادل، لا يشكّل فيه أصل ومنبت الفرد عائقًا أمام اندماجه الكامل في المجتمع.
الفصل الأوّل- السياسيّ:
1. يدعو “دعم” إلى إنهاء الاحتلال وإلى إقامة دولة فلسطينيّة مستقلّة في حدود الرابع من حزيران 1967 وإلى إخلاء جميع المستوطنات.
أضاعت اتّفاقيّات أوسلو فرصة التوصّل إلى حلّ الدولتين؛ دولة إسرائيليّة ودولة فلسطينيّة. متذرّعةً بهذه الاتّفاقيّات، قامت إسرائيل بشقّ شوارع التفافيّة وبتوسيع الكتل الاستيطانيّة، التي تمنع إقامة دولة فلسطينيّة تتمتّع بتسلسل جغرافيّ. كما وكرّست هذه الاتّفاقيّات تعلّق الفلسطينيّين الاقتصاديّ المطلق بإسرائيل. في ظلّ الجمود السياسيّ، برزت في المستوطنات مجموعات فاشيّة تمارس الإرهاب تجاه الفلسطينيّين، وتفرض سيطرتها على أراضيهم تحت رعاية الجيش، وتشكّل عبئًا اقتصاديًّا وأمنيًا على العمّال في إسرائيل. اتّفاقيّة سلام ثابتة ودائمة تحتّم إنهاء الاحتلال وإخلاء المستوطنات وإقامة دولة فلسطينيّة مستقلّة في حدود عام 1967، عاصمتها القدس الشرقيّة.
الأزمة الاقتصاديّة التي تعاني منها الضفّة الغربيّة وعجز السلطة الفلسطينيّة سيؤدّيان عاجلاً أو آجلاً إلى نشوب انتفاضة شعبيّة، توجّه غضبها نحو رموز السلطة الفلسطينيّة الفاسدين وعلى رأسهم الرئيس محمود عبّاس (أبو مازن) ورئيس الحكومة سلام فيّاض. هذه الانتفاضة ستعيد القضيّة الفلسطينيّة إلى الأجندة الإسرائيليّة من جديد، ولن تنجح إسرائيل في ضمان استقرارها السياسيّ والاقتصاديّ دون حلّ جذريّ للقضيّة الفلسطينيّة.
2. “دعم” يؤيّد الربيع العربيّ ونضال الشعب السوريّ، ويدعو إلى إبرام سلام مع النظام السوريّ المستقبليّ، على أساس إنهاء الاحتلال في هضبة الجولان.
يرى “دعم” في الثورات الديمقراطيّة في العالم العربيّ فاتحة لتغيير العلاقات بين إسرائيل وجاراتها. يحمل الربيع العربيّ رسالة الديمقراطيّة والعدالة الاجتماعيّة، كما ويشكّل الربيع العربيّ جسرًا لبناء علاقات طيّبة تستند إلى المساواة بين المجتمع الإسرائيليّ والعالم العربيّ الذي حوله. يناضل العمّال في العالم العربيّ ضدّ السياسة الاقتصاديّة النيو ليبراليّة، وضدّ علاقات رأس المال والسلطة، وضدّ الفساد وغياب الديمقراطيّة، وبذلك يمثّلون أيضًا
اترك تعليقاً
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.