الجنسيّ.
الفصل الرابع – العرب في إسرائيل:
التمييز الممأسس والفصل:
المواطنون العرب في دولة إسرائيل، الذين يشكّلون %20 من السكّان، يعانون من التمييز الممأسس منذ قيام الدولة. المصادرة المكثّفة للأراضي ومنع أيّ إمكانيّة لتطوير البلدات العربيّة وتفضيل البلدات اليهوديّة المجاورة، كلّ ذلك أوجد واقعًا يعتبر العرب فيه مواطنين من الدرجة الثانية. الإهمال المتعمّد للأحياء والبلدات العربيّة والقوانين العنصريّة والإقصاء المنهجيّ للمواطنين العرب من مراكز اتّخاذ القرارات والعمل السياسيّ والاقتصاديّ، تكشف محدودات الديمقراطيّة الإسرائيليّة التي تمارس التمييز المنهجيّ ضدّ المواطنين لعرب. حتّى ولو لم تصرّح المؤسّسة الإسرائيليّة بذلك، إلاّ أنّها تتعامل مع العرب بمثابة تهديد ديمغرافيّ وخطر أمنيّ محتمل. أوجد انعدام البنى التحتيّة الاقتصاديّة والتمييز في تخصيص الموارد واقعًا من الفقر والانهيار الاجتماعيّ الصعب في البلدات العربيّة. تعيش أكثر من نصف العائلات العربيّة تحت خطّ الفقر، ونسب البطالة في البلدات العربيّة أعلى بكثير من المعدّل القطريّ. هذا الواقع يغذّي الشعور بالاغتراب الآخذ في التفاقم بين المواطنين العرب والمواطنين اليهود، في حين تفصل الأفكار المسبقة والنمطيّة والكراهيّة المتبادلة بين الفئتين السكّانيّتين. أصبحت العنصريّة تجاه العرب وتجاه الأجانب وباءً اجتماعيًّا تزيد من حدّته الأحزاب اليمينيّة وتستغلّه بصورة ساخرة من أجل حشد تأييد ناخبيها.
الفصل وسوء الظنّ تجاه العرب يشكّلان عائقًا أمام مواجهة السياسة الرأسماليّة التي تنتهجها الحكومة. الفقر والإهمال اللذان يمسّان بشدّة بالمواطنين العرب، يمسّان أيضًا بأجزاء واسعة من المواطنين اليهود، إلاّ أنّ العنصريّة والتعصّب القوميّ يدفعان اليهود الفقراء إلى أحضان اليمين. النضال من أجل العدالة الاجتماعيّة تراجع أمام الوحدة القوميّة والكراهيّة تجاه العرب.
التقوقع والقيادة الفاشلة:
يمرّ المجتمع العربيّ في العقد الأخير بعمليّة تقوقع، ويتعرّض لتأثير قوميّ ودينيّ، يدفعه باتّجاه المحافظة والتشاؤم واليأس، التي لا تتيح أيّ تغيير. يعزّز هذا التراجع المبنى الأبويّ الذي يمسّ بمكانة المرأة ويمنح شرعيّة للعنف، وبذلك يهدّد النسيج الاجتماعيّ.
عجز المواطنين العرب هو نتيجة للتمييز الممأسس، لكنّه يتفاقم بسبب القيادة الفاشلة في الكنيست وفي السلطات المحلّيّة. اعتادت القيادات العربيّة على إلقاء التهم على الحكومات الإسرائيليّة عن كلّ إخفاقاتها، حتّى ولو كانت تلك مسائل تتعلّق بالواقع العربيّ الداخليّ. بدلاً من العمل ضدّ الطابع الأبويّ والمحافظ في المجتمع العربيّ، تستغلّه القيادة العربيّة من أجل إحكام سيطرتها على الجمهور العربيّ. السلطات المحلّيّة، التي كان من المفروض أن تشكّل محفّزًا لمعالجة هذه المشاكل، غرقت في الفساد وعدم العمل وتعيين المقرّبين.
يسعى “دعم” إلى إحداث تغيير داخليّ عميق في المجتمع العربيّ ويناضل ضدّ الفساد والمبنى الأبويّ العائليّ والمحافظة وقمع المرأة العربيّة، ويعمل من أجل التعزيز الاقتصاديّ والشخصيّ والاجتماعيّ للنساء العربيّات. يرى “دعم” في التسامح القائم في المجتمع
اترك تعليقاً
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.