بيان للصحافة 19/12: حملة نتانياهو الانتخابية تتلخص ببناء المزيد من المستوطنات

رئيس الوزراء الاسرائيلي نتانياهو لم يبدأ حملته الانتخابية بعد ويبدو انه ليس بحاجة لها. عناوين الصحف تمنحه دعاية انتخابية مجانية عندما يبادر بخطوة استفزازية في موضوع المستوطنات. عنوان امس كان “بناء 1500 وحدة سكنية في حي رمات شلومو في القدس”، وقبله 3000 وحدة سكن في منطقة اي 1 والخطط مستمرة.

الجناح اليميني المتطرف في حزب الليكود المتمثل في اشخاص مثل فيغلين ودانون وخوطبلي سيطر على سياسة الحزب بعد ان عزز نتانياهو قواته بليبرمان. من اليمين ينافس الليكود حزب “البيت اليهودي” بقيادة الشخصية البارزة الجديدة نفتالي بينيت بينما من اليسار لا احد يعترض طريق نتانياهو.

العبارات الهزيلة التي تفوهت بها زعيمة العمل شيلي يحيموفيتش لموقع “واينت” نصّت على انه “لا يمكن المس في ميزانية المستوطنات” وذلك يعكس حالة حزب العمل الذي يبدو في موقف ضعيف ومتخاذل ازاء غطرسة اليمين. في الواقع صمت زعيمة العمل ازاء حملة نتانياهو المسعورة تترك فراغا كبيرا في الطرف اليساري للساحة السياسية، علما انها تكرر وتصرح ان حزب العمل ليس حزبا يساريا وتترك بهذه التصريحات مئات آلاف المصوتين في حالة من البلبلة ودون عنوان سياسي.

من المقرر ان تكون تركيبة الكنيست القادمة عنصرية واستعمارية ومتطرفة والتي ستقود حتما الى عزلة اسرائيل الدولية والى تعميق الازمة الاقتصادية مصحوبة بتقليصات كبيرة في الميزانيات. كل ذلك الى جانب التوقع بان تقود سياسة نتانياهو الى تصعيد المواجهة في المناطق المحتلة.

الجواب لهذا الواقع الخطير يكمن في بناء بديل يساري جذري جديد يوحد كافة القوى التي تناضل ضد العنصرية والتطرف في الكنيست وفي الميدان. ان الجمهور العربي ومثله الجمهور الاسرائيلي المحب للسلام والمطالب بالعدالة الاجتماعية بحاجة الى قوة عربية يهودية موحدة التي يضع القومية المغلقة جانبا وتطرح مكانها وحدة العاملين من ابناء الشعبين في وجه العنصرية وكراهية الغريب التي تميز اليمين.

فقط حزب الذي يناضل من اجل عدالة واحدة بامكانه ان يواجه اليمين في الشارع وفي البرلمان وفي مكان العمل وفي كل مكان.

 

عن حزب دعم

يرى حزب دعم أن برنامج "نيو ديل إسرائيلي – فلسطيني أخضر" هو الحل الأنسب لمعالجة الأزمة السياسية والاقتصادية التي تمر بها إسرائيل، وهو مرتكز أساسي لبناء شراكة إسرائيلية فلسطينية حقيقية لإنهاء نظام الفصل العنصري "الأبرتهايد" الذي تفرضه إسرائيل على الفلسطينيين في المناطق المحتلة. هذا الحل مبني على أساس "العدالة المدنية"، ما يعني منح الفلسطينيين كامل الحقوق المدنية ووقف كل أنواع التمييز والتفرقة بين اليهودي والعربي ضمن دولة واحدة من النهر إلى البحر. إن تغيير الأولويات الاقتصادية والاجتماعية ومحاربة الاحتباس الحراري لإنقاذ البشرية من الانقراض ليس مهمة "صهيونية" فحسب أو "فلسطينية"، بل هي مهمة كونية وأممية في جوهرها. ومثلما لا يمكن تطبيق الأجندة الخضراء في أمريكا من دون معالجة العنصرية ضد السود، كذلك لا يمكن تحقيق برنامج أخضر في إسرائيل بمعزل عن إنهاء نظام الأبرتهايد والقضاء على التمييز العنصري تجاه المواطنين العرب في إسرائيل.