في مواجهة الأزمة الاقتصادية ونمو قوى اليمين الفاشي الجديد يطرح حزب دعم تصورًا جديدًا ينص على بناء نظام جديد أخضر (Green New Deal). إننا ندعو إلى إيجاد بديل لاقتصاد السوق، الذي هو كما أوضحنا، إقتصاد الأزمات والآفات العالمية، ونطرح كبديل له نظامًا إقتصاديًا مبنيًا على التعاون والشراكة من شأنه إنقاذ الكرة الأرضية من الإحتباس الحراري وحماية البيئة من التلوث ويعتمد بذلك على أسس الثورة الصناعية الرابعة التي ترتكز على مجموعة من التطورات التكنولوجية، مثل ثورة الشبكة العنكبوتية “الانترنيت”، والإمكانيات المتوفرة للتحول الى الإعتماد على الطاقة المتجددة، والسيارات ذات القيادة الذاتية، وتكنولوجيا بلوكشين (التي سهلت تطوير العملة البديلة بيتكوين) وتسعى الى وضع منصات التواصل الاجتماعي ك “الفيسبوك” و”غوغل” تحت رقابة الجمهور.
هذه التطورات من شأنها أن تمكن الإنسانية من وضع الحد للفجوات الاجتماعية القائمة ولنقل الإقتصاد من أيدي قلة من الرأسماليين الكبار الى المنتجين المنظمين في شبكات إجتماعية وبالتالي وضع الحد للإحتكارات الاقتصادية المركزية.
بناء على تلك الأسس الإقتصادية سيكون من الممكن بناء شراكة جديدة متساوية بين الإسرائيليين والفلسطينيين وذلك بإعتماد عصرنة المجتمع العربي وتطوير توجه ديمقراطي نحو المساواة في المجتمع الإسرائيلي.
لقد دفن اليمين الإسرائيلي حل الدولتين، في حين تنازل اليسار في إسرائيل عن المعركة ضد الاحتلال المستمر منذ 51 عام وذلك بعد أن أصبح هذا النضال يراوح مكانه وبقى الجمهور في إسرائيل لا مبالي.
إلّا إن الاحتلال مستمر بالرغم من وجود السلطة الفلسطينية اذ ان الضفة الغربية تقع في الواقع تحت السيادة الإسرائيلية: فالشيكل هو العملة السائدة ونظام الجمارك الإسرائيلي يشمل الضفة الغربية أيضا. بينما السلطة في الواقع ليست أكثر من سلطة حكم ذاتي عديمة أية إستقلالية. وقد شرعنت صفقة القرن التي تحدث عنها ترامب مخططات الضم الإسرائيلية.
هكذا تحول شعار الدولتين وسيلة لإدامة الاحتلال. هذا الشعار تستغله السلطة الفلسطينية كي تفرض سيطرتها على مواطنيها في الضفة الغربية الذين يعيشون عديمي الحقوق بينما يتمسك به اليسار الإسرائيلي كحل وهمي يضمن له الحفاظ على الأغلبية اليهودية في دولة إسرائيل الرسمية بينما في واقع الحال تشكل هناك نظام فصل عنصري (ابرتهايد).
في مواجهة برنامج اليمين، الذي يرى في الحكم الذاتي الفلسطيني نهاية المطاف، يدعو حزب دعم لبناء دولة ديمقراطية واحدة مشتركة للإسرائيليين والفلسطينيين والتي يتم بنائها على أسس المساواة، الإقتصاد المشترك ودستور واحد مشترك وعلى قاعدة الإيمان بمصير مشترك للشعبين. ليست هناك قوة تستطيع ان تمنع من الإسرائيليين والفلسطينيين الذي يريدون العيش المشترك بمساواة تامة وسلام من ممارسة هذا الحق في ظل نظام ديمقراطي يكفل حقوق الجميع.
خلافا لما يريده القوميون من بناء الجدران الاسمنتية وإنكار الشراكة والروابط العالمية بين الشعوب والثقافات فإن الثورة التكنولوجية لا تترك مجالا للأسوار إذ أنها توحد الإنسانية في إقتصاد واحد ونضال مشترك لإنقاذ الكرة الأرضية من الإنقراض وتفرض على الجميع وحدة مصير عابرة للحدود بهدف بناء عالم جديد في خدمة الجميع.
اترك تعليقاً
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.