مؤتمر فكري لحزب دعم العمالي حول الربيع العربي

المؤتمر الفكري لحزب دعم العمالي يؤكد بان تجربة الربيع العربي اثبتت جدوى النضال الجماهيري الثوري

خرج حزب دعم العمالي من مؤتمره الفكري المنعقد في مدينة الناصرة في نهاية الاسبوع (29-30 حزيران الماضي) بالاستنتاج ان هناك فرصة تاريخية لاعادة الاعتبار لقوى اليسار العمالي ولطريق النضال الجماهيري الثوري على اثر اندلاع الثورات العربية. هذا ما أكدته وفسرته اسماء اغبارية زحالقة، القيادية في حزب دعم، في محاضرة بعنوان “الربيع الفلسطيني على الأبواب”.
اشتمل المؤتمر على عدة محاضرات حول دور العمال في الثورة المصرية، الثورة السورية، الحراك الاحتجاجي في اسرائيل، مقارنة بين الربيع العربي وربيع الشعوب في القرن ال19. وشارك في النقاش الحيوي عشرات الناشطين العرب واليهود.أمين عام الحزب، يعقوب بن افرات، سلّط الضوء على احد اهم العبر من الربيع العربي وهو انتهاء المعادلة الثنائية التي فرضت على الشعوب احد خيارين: خيار الولاء لامريكا، لسياستها واقتصادها الرأسمالي العنيف، وخيار المقاومة الأصولية التي غطت على فساد سلطوي وتخلف اجتماعي وبرنامج سياسي رجعي. وأكد أن انتصار الثورة في تونس، مصر واليمن واليقين بانتصارها في سورية أيضا، هو فشل كلا الخيارين.

استعرضت اسماء اغبارية زحالقة بشائر الربيع الفلسطيني التي تتجلى في تشكيل أكثر من 150 مجموعة شبابية تعتبر السلطة الفلسطينية جزءا لا يتجزأ من الاحتلال وعائقا أمام الاستقلال. وقالت زحالقة ان ثنائية فتح-حماس سقطت هي الاخرى بقدوم الربيع العربي ونظرا لفشل خيار المفاوضات العبثية والنهج المتطرف في انهاء الاحتلال.

في محاضرته حول الحراك الاحتجاجي بيّن نير نادر موقف “دعم” النقدي على عدم طرح قادة الحراك لموضوع الاحتلال وعدم مطالبته باسقاط الحكومة، ومع ذلك كان قرار الحزب المشاركة لما رأى في الحراك من تغيير في الخطاب وحركة يمكن ان تولّد قوى سياسية اكثر تقدمية. طرح الحزب شعاره “سلام، مساواة، عدالة اجتماعية” ودعا الجماهير العربية للمشاركة والمبادرة لحراك خاص بها، وبالتالي التأثير على الرأي العام الاسرائيلي.

واكد الحزب في تلخيص المؤتمر ان المسيرة التاريخية للثورات العربية هي ديمقراطية تقدمية، تقررها الشعوب من شباب وعمال ونساء، هذا رغم ان المستفيد في المرحلة الراهنة هي القوى الاسلامية، الا ان هذا واقع متغير. واشار ان الحركات الاسلامية ستخضع الى امتحان الشعب خاصة ازاء الاوضاع الاقتصادية المتأزمة التي ستحتاج الى حلول وليس الى شعارات جوفاء. هذا الواقع سيفتح المجال لتشكيل وتعزيز القوى العمالية واليسارية والعلمانية عموما، وهو ما بدأنا نراه في نتائج انتخابات الرئاسة المصرية وبروز التيار العلماني الثالث.

برز في المؤتمر دقة التحليل السياسي التي اعتمده حزب دعم منذ تأسيسه، وسعيه الدؤوب للمساهمة في بناء الخيار الثالث، واعتماده على العمل الميداني في تنظيم العمال وتمكين النساء والشبيبة من عرب ويهود بعيدا عن الانغلاق القومي وايمانا منه بامكانية التغيير الثوري.

عن حزب دعم

يرى حزب دعم أن برنامج "نيو ديل إسرائيلي – فلسطيني أخضر" هو الحل الأنسب لمعالجة الأزمة السياسية والاقتصادية التي تمر بها إسرائيل، وهو مرتكز أساسي لبناء شراكة إسرائيلية فلسطينية حقيقية لإنهاء نظام الفصل العنصري "الأبرتهايد" الذي تفرضه إسرائيل على الفلسطينيين في المناطق المحتلة. هذا الحل مبني على أساس "العدالة المدنية"، ما يعني منح الفلسطينيين كامل الحقوق المدنية ووقف كل أنواع التمييز والتفرقة بين اليهودي والعربي ضمن دولة واحدة من النهر إلى البحر. إن تغيير الأولويات الاقتصادية والاجتماعية ومحاربة الاحتباس الحراري لإنقاذ البشرية من الانقراض ليس مهمة "صهيونية" فحسب أو "فلسطينية"، بل هي مهمة كونية وأممية في جوهرها. ومثلما لا يمكن تطبيق الأجندة الخضراء في أمريكا من دون معالجة العنصرية ضد السود، كذلك لا يمكن تحقيق برنامج أخضر في إسرائيل بمعزل عن إنهاء نظام الأبرتهايد والقضاء على التمييز العنصري تجاه المواطنين العرب في إسرائيل.