مؤتمر المناخ COP27: لا يمكن فصل النضال ضد أزمة المناخ عن المعركة على حقوق الانسان
يطالب حزب دعم نظام الجنرال عبد الفتاح السيسي في مصر بالإفراج الفوري عن الأسير المصري علاء عبد الفتاح، المضرب عن الطعام منذ أكثر من 200 يوم.
افتتح امس، الأحد 6 تشرين الثاني/نوفمبر، مؤتمر المناخ العالمي COP27 في شرم الشيخ بمصر، ومن المتوقع أن يستضيف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أكثر من 100 رئيس دولة ومسؤول كبير.
وفي الوقت الذي يتوافد فيه قادة العالم إلى مصر لمناقشة مستقبل الكوكب، يقبع عشرات الآلاف من النشطاء السياسيين في السجون المصرية بتهمة التورط في الإرهاب.
من أبرز سجناء الرأي في مصر الكاتب علاء عبد الفتاح، الذي بدأ مرحلة جديدة وقاسية من إضرابه المستمر عن الطعام في يوم افتتاح المؤتمر ممتنعاً هذه المرة عن شرب الماء أيضاً، ما يشكل خطراً بالغاً قد يتسبب بفقده الحياة في غضون أيام. علماً بأنه مضرب بشكل جزئي عن الطعام لأكثر من 200 يوم (يتغذى على 100 سعرة حرارية في يومياً فقط) ما أدى إلى تردي صحته.
يعدّ علاء عبد الفتاح من أبرز الناشطين في ثورة الربيع العربي، التي أطلقها الشباب في 2011، وبسبب نشاطه الثوري والسياسي اعتقلت السلطات المصرية علاء منذ الثورة لأكثر من 8 سنوات. رغم ذلك لم يتوقف علاء عن نشاطه من داخل المعتقل وواصل احتجاجه السلمي ونشر كتاباً ومقالات باللغة الإنجليزية.
منذ انطلاق الثورة في مصر، تعرض علاء للاعتقال مراراً وتكراراً، في عام 2019 أفرجت عنه السلطات المصرية بعد أن أمضى خمس سنوات في السجن بسبب مشاركته في مظاهرة سلمية بالقاهرة.
وبعد ذلك بشهور قليلة أعتقل علاء من جديد وحوكم مرة أخرى في محكمة عسكرية، هذه المرة اعتقلت السلطات الأمنية معه محاميه محمد الباقر والناشط محمد (أكسجين) إبراهيم، وحُكم على علاء بالسجن 5 سنوات وعلى زميليه 4 سنوات بتهمة نشر معلومات كاذبة على الإنترنت.
علاء عبد الفتاح يحمل الجنسية البريطانية بالإضافة إلى جنسيته المصرية، وعلى الرغم من ذلك يمنع السجّان في سجن وادي نطرون علاء من استقبال زيارة ممثل السفارة البريطانية. بالإضافة إلى منعه من الوصول إلى الصحف والكتب والراديو بخلاف القانون المصري.
يتعرض علاء لظروف اعتقال غير إنسانية ومن دون سبب سوى نشاطه السياسي وممارسة حقه في حرية التعبير.
وفي الشهور الأخيرة، قادت والدته وشقيقتيه، وهن أنفسهن ناشطات مركزيات في الحركة الديمقراطية في مصر، حملة لإطلاق سراحه من المعتقل، وجدت صدى وتفاعل من نشطاء حقوق الإنسان عالمياً.
وقد انطلقت في الأسابيع الأخيرة حملة دولية واسعة النطاق تطالب السلطات المصرية بالإفراج عن علاء، وللضغط على الحكومة البريطانية في هذا الاتجاه، وقد ازدادت الضغوط الشعبية قبل مؤتمر المناخ الذي يعقد حاليا في شرم الشيخ.
وشددت شخصيات بارزة وقادة فكر عالميين، من بينهم العشرات من الحائزين على جائزة نوبل في الأدب والعلوم وكذلك منظمات حقوق الإنسان والبيئة، على أن النضال من أجل مكافحة أزمة المناخ ومن أجل حقوق الإنسان هما شيء واحد لا ينفصلان، موضحين بأنه لا يمكن عقد مؤتمر المناخ على التراب المصري بينما تقوم سلطات البلاد بمعاملة وحشية لمناضل من أجل الحرية مثل علاء عبد الفتاح.
وقال خالد إبراهيم، الممثل السينمائي المصري البريطاني الشهير، الناشط في الحملة لإطلاق سراح علاء، في مقابلة مع شبكة سكاي نيوز (السبت 5 تشرين الثاني/نوفمبر): “نحن قلقون للغاية بشأن مستقبل الأرض والإنسانية في ظل أزمة المناخ، ولكن إذا لم يتمكن رؤساء الدول من ضمان العدالة لعلاء عبد الفتاح وسجناء الرأي المصريين، فكيف سيتمكنون من العمل لإنقاذ البشرية جمعاء؟”.
اترك تعليقاً
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.