انتخابات 2013 والعبر منها – وثيقة اللجنة المركزية لحزب دعم، 28/4/2013

واجتياز الحاجز الذي يمنع اي تأثير على القرار السياسي الاسرائيلي. ان التمترس وراء الشعارات القومية المتعصبة والاستفزازية احيانا يحيّد من قدرة الاحزاب العربية على التأثير.

قام حزب دعم ليمثل الطبقات المسحوقة غير الممثّلة بالاحزاب القائمة عربية كانت او يهودية. وقد اسسنا نقابة معا من اجل بناء القاعدة الاجتماعية للحزب على اساس اممي يجمع بين العمال اليهود والعرب على السواء، ولكن لم يأت هذا القرار من منطلق اعتبارات انتخابية علما ان هذه الشريحة عادة ما تكون لا مبالية تجاه السياسة بسبب عدم تنظيمها، بل من منطلق موقفنا الاشتراكي الثوري. فالطبقة الوسطى يهودية كانت او عربية تسعى للحفاظ على الواقع كما هو حفاظا على امتيازاتها ومصالحها المادية، في حين تشكل جماهير العمال والفقراء القاعدة للعمل الثوري ومن يسعون لتغيير وضعهم المزري.

تشكل الاشتراكية الثورية بحد ذاتها موضع خوف من قبل الطبقات الوسطى. ان الحزب الشيوعي نفسه أفرغ الاشتراكية من مضمونها الثوري فهي توظفها تارة باتجاه القومية “وضد الامبريالية” في حالة دعم النظام السوري او ايران في حين انهم لا يتعديان ان يكونا مشاريع طائفية رأسمالية بامتياز، او انها توظَّف في برنامج اصلاحي في كل ما يتعلق ببرنامج “الجبهة” تجاه الوسط اليهودي. اما التجمع فقد قام على اساس الرفض التام للاشتراكية وتبنى الفكر الليبرالي الرأسمالي المغلف بالقومية. اما في الاوساط الاسرائيلية فالاشتراكية هي مثابة نظام ديكتاتوري فاشل وكل رموزها وشعاراتها هي من مخلّفات الماضي ويجب التخلي عنها لكسب تعاطف الجماهير اليهودية.

الربيع العربي والانتخابات

يطرح السؤال ما فائدة خوض معركة انتخابية خمس مرات بينما المعادلة السياسية تبقى ثابتة ولا تتغير؟ ففي الوقت الذي تتمترس فيه الطبقة الوسطى العربية وراء شعاراتها القومية، والطبقة الوسطى الاسرائيلية تبقى في الخندق المحافظ بعيدا عن اي فكر او نية للتغيير الاجتماعي والسياسي العميق، والطبقة العاملة مستمرة في سباتها، مما لا يدع مجالا حقيقيا لتجاوز او حتى الاقتراب من نسبة الحسم ودخول الكنيست؟ كوننا واعين جدا لهذه المعطيات فقد خضنا الحملة الانتخابية كعملية تثقيف سياسي، هدفها جذب الانتباه لمواقف الحزب، وترسيخ وجود الحزب ليس كمجموعة سياسية مغلقة بل حزب له برنامج سياسي مميز عن بقية الاحزاب السياسية، وعلى رأسه مناهضة اتفاق اوسلو والنشاط الدؤوب في صفوف الطبقة العاملة.

ان حزب دعم لم يتشكل كحزب فئوي يهتم بالبيئة او النساء، او قطاع معين من الجمهور عربي كان او يهودي، بل حزب يتحدى الإجماع السياسي الذي ساد لدى تأسيسه والذي شمل اليسار الصهيوني والأحزاب العربية، حول اتفاق اوسلو وقبول الهيمنة الامريكية على الشرق الاوسط بشكل عام وعلى القضية الفلسطينية بشكل خاص.

جاء تأسيس حزب دعم على خلفية انهيار الاتحاد السوفيتي والتراجع العميق لكل احزاب اليسار من ناحية وموت الحركة الوطنية الفلسطينية التي استسلمت لشروط الاحتلال وقبلت بأوسلو كحل للقضية الفلسطينية. ان المبرر لخوض اول معركة انتخابية وتأسيس حزب جديد كان عدم وجود اطار ائتلافي او حزب قريب من موقفنا السياسي، وكون مناهضة الاحتلال هي بالنسبة لنا موضوع اهتمام

עמודים: 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14

عن حزب دعم

يرى حزب دعم أن برنامج "نيو ديل إسرائيلي – فلسطيني أخضر" هو الحل الأنسب لمعالجة الأزمة السياسية والاقتصادية التي تمر بها إسرائيل، وهو مرتكز أساسي لبناء شراكة إسرائيلية فلسطينية حقيقية لإنهاء نظام الفصل العنصري "الأبرتهايد" الذي تفرضه إسرائيل على الفلسطينيين في المناطق المحتلة. هذا الحل مبني على أساس "العدالة المدنية"، ما يعني منح الفلسطينيين كامل الحقوق المدنية ووقف كل أنواع التمييز والتفرقة بين اليهودي والعربي ضمن دولة واحدة من النهر إلى البحر. إن تغيير الأولويات الاقتصادية والاجتماعية ومحاربة الاحتباس الحراري لإنقاذ البشرية من الانقراض ليس مهمة "صهيونية" فحسب أو "فلسطينية"، بل هي مهمة كونية وأممية في جوهرها. ومثلما لا يمكن تطبيق الأجندة الخضراء في أمريكا من دون معالجة العنصرية ضد السود، كذلك لا يمكن تحقيق برنامج أخضر في إسرائيل بمعزل عن إنهاء نظام الأبرتهايد والقضاء على التمييز العنصري تجاه المواطنين العرب في إسرائيل.