حتّى متى…..”عانس”!!

يُرهقني الانتظار.. يقتلني.. يبعثرني في انتظار عريس لا يجيء. صحيح انني حلمت به وانا طفلة مراهقة كطيف جاء من بلاد بعيدة ليخطفني على حصانه الأبيض ويرحل، أو على بساطه السحري ويهرب فنختفي معًا مهما كان، المهم أن اغادر قريتي لأحب، فالحب وقريتي والمجتمع لا يجتمعان. غالبيتهم يتزوجون زواجا تقليديا. كلمة “عانسة يا حرام” كانت كافية لإجهاض فرحتي القادمة وهو حصولي على لقب الماجستير من احدى الجامعات أيمكن أن تكون نظرة المجتمع لي كفتاة شارفت على سن ال30 قاتلة لهذا الحد؟؟ أيمكن بنظرة شفقة واحدة من نساء الحي الذين اسمعهن يردّدن “يا حرام.. لسّا ما تزوجت مع انّوا مش ناقصها لا علم ولا جمال…؟” 

أيمكن بنظرة الاعمام والاخوال المليئة بالشفقة وابي الذي يستشيط غضبا كلما امي فاتحته بسيرة زواجي: “شو بدك يعني اروح اشتريلها عريس؟!!” ايمكن لهذه النظرات وتلك، ان تلغي احلام الماضي والحاضر والمستقبل؟!! أي جنون أنحدر إليه مع كل هذه النظرات التافهة التي ترى بي ضلع قاصر ما دمت لم اتزوج وما دام اسمي لم يقترن باسم رجل؟!!
عندما بدأت سنوات عمري تدق أبواب العنوسة دون بارقة أمل أو أصداء تعكس رجاء المحيطين بي زادت الضغوط من حولي وازداد إلحاح أمي وبكاءها ونظرات التوسل تطل من عيني ابي.. لا أُنكر.. مُجبرة على الزواج كنت.. ولا أعرف عن زوجي المستقبلي سوى ملامح رجل مُطلّق، مش مهم! يقولون المهم رجل يحميك ويعينك في كبرك، ولا شيء آخر.
لم تُجد عملية إقناعي فكان لا بد أن يقول أبي كلمته ويحسم الأمر .. فتم عقد القران لم أكن أعتقد ولا في أكثر أحلامي تفاؤلاً سيأتي من هذا الزواج خير، الذي طالما بحثت فيه عن نبضات قلبي المجنونة التي ليس من حقي كامرأة تخطت سن الثلاثين البوح بها.
اختلطت الاوراق بنظري، آملة ان ألامس أحلامي المستحيلة.. احلامي بان اعيش مع رجل يتفهمني كانسانة طموحة وليس كاريكة في البيت. بقيتُ شهورا معلقة بين الأرض والسماء، فلا الأرض حملتني بتناقضاتي وتمردي، ولا السماء ابتلعتني لأستريح.. فغدوت مطلقة بعد شهور قليلة من زواجي ..
أجلس بين صديقاتي المتزوجات.. تقتلني نظراتهن المتسائلة.. متى؟ لماذا تطلّقت؟ كان عليك بالصّبر!
وعدت ادراجي احمل دوامة اخرى علي ان اواجهها من جديد: كوني امرأة مطلّقة.. برأيكم هل سانجح؟

عن