في حركة الاحتجاج نفسها.
العلاقة بين الموقف الوطني والموقف الطبقي
قبل بدء الحملة الانتخابية ناقشنا الشعار الرئيسي الذي سنطرحه امام الجمهور، واتجه الفكر بدايةً الى ربط البرنامج والشعار الانتخابي بحركة الاحتجاج التي كان من المفروض ان تلعب دورا مهما في الانتخابات نفسها. وفكرنا ان شعار “الربيع آت” او “نحن ال99%” يمكن ان يعبّر بدقة عن الرسالة التي نريد ان نسوقها للجمهور، وبمعنى آخر الرسالة هي ان من يريد التغيير عليه ان يدعم الحركة الاحتجاجية في العالم والعالم العربي. ولكن مع بداية الاجتماعات الانتخابية في الاماكن العامة والمقاهي في تل ابيب، شهدنا ردود فعل حماسية جدا للرسالة السياسية من ناحية ولشخصية الرفيقة اسماء مما ادى الى توسع حلقة المؤيدين وبلورة الشعارات الرئيسة التي استقرت اخيرا على شعار “عدالة واحدة للجميع”.
ومن اللحظة الاولى كان واضحا جدا ان مركز الاهتمام في الحزب كان في الشارع اليهودي، بينما بقي الشارع العربي في ركود كما هو حاله منذ فترة طويلة جدا. وقد اثبتت نتائج الانتخابات هذه الحقيقة المؤسفة، ففي حين شهد الشارع الاسرائيلي تقلبات كبيرة جدا من صعود حزب جديد مع 19 مقعدا، فقدان حزب الحاكم بعد اندماجه مع حزب اسرائيل بيتنا 11 مقعدا، وهبوط حزب كاديما من 28 مقعدا الى اثنين فقط، ففي المقابل حافظت الاحزاب العربية على نفس عدد المقاعد ولم يتغير الوضع بالمرة رغم ان نسبة 50% من الجمهور العربي لم تصوّت.
وفي حين تحرك الشارع اليهودي بحثا عن خيارات سياسية جديدة نظرا لعدم الرضا عن اداء الحكومة في القضايا الاجتماعية والاقتصادية، انشغل الرأي العام العربي بالشعارات الكبيرة حول الدولة العنصرية والاحتلال دون ان يحرّك ساكنا لتغيير الوضع، لان الوضع الاقتصادي القائم ملائم ومفيد للطبقة الوسطى العربية المسيطرة على المفاتيح السياسية، وهي مندمجة في الاقتصاد الاسرائيلي او تسيطر على المجالس المحلية، مجالس عمال الهستدروت ونعمات، جمعيات المجتمع المدني، والمشاريع الاقتصادية المرتبطة بالاقتصاد الاسرائيلي. الحراك السيايس في الشارع اليهودي اثر على حزب دعم الذي حظي باهتمام اعلامي وجماهيري بالغ، هذا بينما بقي المجتمع العربي متفرجا على مسرح الاحداث من بعيد دون ان يجرؤ على تحدي الأحزاب العربية التي لا تقدم ولا تؤخر.
لقد جرت حملة الانتخابات في دائرتين متوازيتين، ففي حين اكتفت الاحزاب العربية الثلاث بشعار “لا للاحزاب الصهيونية” دون ان تقترح رؤية واضحة للمستقبل تنافست الاحزاب الصهيونية بينها على من سيجذب الطبقة الوسطى الاسرائيلية دون ذكر المواطنين العرب والقضية الفلسطينية. ان القطيعة بين الوسط العربي والوسط اليهودي هي مطلقة. ومن هنا برز موقفنا الذي يتحدث بلغتين ويتوجه ببرنامج واحد وشعار واحد للمجتمعين ومن يترأس القائمة هي امرأة عربية. وكان علينا ان نبرز هويتنا الاساسية كحزب عربي يهودي اممي صار استثناء في المشهد السياسي الاسرائيلي ولذلك جذب كل هذا الاهتمام الجماهيري والإعلامي الكبير.
خصومنا في الاحزاب العربية ومجموعات راديكالية اسرائيلية انتقدتنا بادعاء أننا نبرز القاسم المشترك بين العمال اليهود والعرب بدل التطرق للنزاع الاسرائيلي الفلسطيني. هذا الانتقاد
اترك تعليقاً
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.